أصدر زعيم هيئة تحرير الشام لأول مرة بيانا باسمه الحقيقي أحمد الشرع، بدلا من لقبه المتعارف عليه "الجولاني"، يبارك فيه دخول مقاتليه مدينة حماة.
وبعد التطورات الأخيرة، أصبحت حماة المدينة الثانية التي تتقدّم إليها الفصائل المسلحة في غضون أيام، بعدما باتت حلب الواقعة شمالها بأكملها خارج سيطرة القوات السورية لأول مرة منذ اندلاع النزاع عام 2011.
من هو الجولاني؟
عندما كان زعيما لفرع تنظيم القاعدة المتشدد خلال الحرب الأهلية السورية، لم تكن شخصية أبو محمد الجولاني الغامضة معروفة وظل متواريا عن الأنظار.
أصبح أبرز قيادي في المعارضة المسلحة في سوريا بعد أن دخل تدريجيا دائرة الضوء منذ أن قطع علاقاته بالقاعدة في 2016 وغير اسم جماعته وتوجهها وأصبح الحاكم الفعلي لمنطقة خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في شمال غرب سوريا.
بات هذا التحول جليا بعد أن سيطرت هيئة تحرير الشام، التي يتزعمها الجولاني، على حلب الأسبوع الماضي وظهر الجولاني أكثر من مرة وهو يبعث برسائل تهدف لطمأنة الأقليات في سوريا التي تخشى الجماعات المتشددة منذ زمن بعيد.
وكانت هيئة تحرير الشام تعرف باسم جبهة النصرة سابقا عندما كانت فرعا لتنظيم القاعدة المتشدد في سوريا.
ولدى دخول مقاتلي المعارضة السورية حلب، أكبر مدينة سورية قبل الحرب، ظهر في تسجيل فيديو في زي عسكري وهو يصدر أوامر عبر الهاتف ويذكر المقاتلين بإرشادات لحماية الناس ويمنعهم من دخول البيوت.
وأظهر مقطع فيديو آخر الجولاني وهو في زيارة لقلعة حلب برفقة مقاتل يلوح بعلم الثورة السورية والذي رفضته من قبل جبهة النصرة باعتباره رمزا إلحاديا لكن الجولاني تقبله في الآونة الأخيرة في لفتة للمعارضة السورية الأوسع نطاقا.
وقبل تأسيس جبهة النصرة، قاتل الجولاني مع تنظيم القاعدة في العراق حيث قضى خمس سنوات في سجن أميركي، وأرسله زعيم تنظيم داعش في العراق في ذلك الوقت، أبو عمر البغدادي، إلى سوريا بمجرد بدء الحرب ليضع موطئ قدم للتنظيم هناك.
مع انهيار تنظيم داعش، عزز الجولاني قبضة هيئة تحرير الشام في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وأسس إدارة مدنية تسمى حكومة الإنقاذ.