بينما تسعى إدارة دونالد ترامب لاستعادة مكانتها في المشهد السياسي الدولي، تبرز القضية الفلسطينية كأحد أعقد الملفات وأكثرها حساسية.

القضية الفلسطينية في قلب المشهد

يرى مراقبون أن القضية الفلسطينية تظل المحور الأساسي لأي حل شامل في المنطقة. في هذا السياق، صرح أحمد الشهري، رئيس منتدى الخبرة السعودي، خلال حديثه لبرنامج "التاسعة" على "سكاي نيوز عربية" أنه لا يمكن الوصول إلى سلام حقيقي ومستدام دون تمكين الدولة الفلسطينية من بسط نفوذها على الأراضي الفلسطينية.

ويشير الشهري إلى أن "التعامل مع جهات غير ممثلة للدولة الفلسطينية يُكرّس حالة الانقسام ويُضعف أي مبادرات دولية".

وأضاف: "لا بد من جهد دولي لتعزيز قوة السلطة الفلسطينية وجعلها الطرف الأساسي في أي مفاوضات".

التطبيع... خطوة نحو الحل أم تعميق للأزمة؟

خلال فترة ولايته الأولى، روّج ترامب لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، وأعرب عن تفاؤله بانضمام السعودية لهذا المسار. ويرى الكاتب الأميركي توماس فريدمان أن إشراك السعودية وإسرائيل في تحالف يقوده ترامب قد يكون خطوة مفصلية لإعادة تشكيل المنطقة.

لكن وفقا للشهري، فإن "حكومة نتنياهو الحالية، بسياساتها المتطرفة في الضفة الغربية وقطاع غزة، تجعل من الصعب تحقيق أي اختراق في ملف التطبيع". وأكد أن "استمرار الاستيطان والانتهاكات ضد الفلسطينيين يُعرّض أي محاولات سلام للخطر".

أخبار ذات صلة

وزير الخارجية الأميركي الجديد: مهمتي لن تكون سهلة
حفل تنصيب ترامب.. قراءة الشفاه تكشف "سؤال" أوباما لبوش

حل الدولتين.. فرصة أخيرة أم شعار مفرغ؟

أعرب ترامب ومستشاره للأمن القومي مايك والتز عن انفتاحهما على فكرة حل الدولتين. لكن يبدو أن هذا الطرح يواجه تحديات كبيرة على الأرض. فحكومة نتنياهو تستمر في توسيع المستوطنات وتطبيق سياسات تعيق أي تفاوض حقيقي مع السلطة الفلسطينية.

وحذّر أحمد الشهري من أن "الاستمرار في تجاهل حقوق الفلسطينيين سيُبقي المنطقة في حالة من الفوضى والصراع الدائم". وأشار إلى أن "التفاهم الحقيقي يتطلب إرادة أميركية ودولية للضغط على إسرائيل للقبول بحل عادل ودائم".

الدور الأميركي.. وسيط أم طرف في الصراع؟

يرى مراقبون أن إدارة ترامب تمثل فرصة للضغط على الأطراف لتحقيق تقدم ملموس. لكن الأمر يتطلب تغييرًا في النهج. يقول الشهري: "الإدارة الأميركية يجب أن تتبنى دورًا محايدًا أكثر لتحقيق توازن في المحادثات. استمرار انحيازها لإسرائيل يُفقدها مصداقيتها كوسيط".

أما وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن، فقد أكد في تصريح سابق أن "القضاء على حماس لن يكون ممكنًا بدون توفير أفق سياسي موثوق للفلسطينيين". وأضاف: "غياب الأفق السياسي هو وصفة لحرب دائمة في المنطقة".

غزة والضفة.. معضلتان متشابكتان

في الوقت الذي تشهد فيه غزة تهدئة هشة بعد جولة من التصعيد، تعيش الضفة الغربية أجواء من التوتر المستمر. حكومة نتنياهو أطلقت عملية عسكرية بعنوان "الجدار الحديدي"، أسفرت عن سقوط عشرات الفلسطينيين بين قتلى وجرحى.

يرى الشهري أن "هذه السياسات الإسرائيلية تزيد من تعقيد الوضع. استمرار الاستيطان والاعتداءات على الفلسطينيين يُغلق الأبواب أمام أي مبادرات للحل".