قال وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو إن التطور السريع لشركات السيارات الكهربائية في البلاد لم يكن بسبب الإعانات، بل بسبب "الابتكارات التكنولوجية المستمرة".
وقال إن الادعاءات حول "القدرة الفائضة" من قبل الولايات المتحدة وأوروبا لا أساس لها من الصحة، حسبما ذكرت وزارة التجارة الصينية الاثنين.
كما أرجع وانغ أيضًا تفوق الصين في مجال السيارات الكهربائية إلى "نظام سلاسل الإمداد الراسخ والمنافسة في السوق".
وأدلى وانغ بهذه التصريحات خلال مناقشة مائدة مستديرة في باريس يوم الأحد مع ممثلين عن أكثر من 10 شركات صينية بما في ذلك صانعي السيارات الكهربائية Geely وBYD بالإضافة إلى شركة CATL المصنعة لبطاريات السيارات الكهربائية، حسبما أظهر بيان صادر عن وزارة التجارة.
وخلال الاجتماع، تحدث المشاركون بشكل مفصل عن استثماراتهم وعملياتهم في أوروبا، واستجابتهم للتحقيق الذي يجريه الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الدعم المالي.
وتعهدوا بمواصلة تعزيز الابتكار العلمي والتكنولوجي، ودعم الانفتاح والتعاون، وممارسة المنافسة النزيهة، ومواجهة الاحتكاكات التجارية بصورة فاعلة، وتحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع من خلال التعاون البراغماتي مع الشركاء الأوروبيين.
ولدى إشارته إلى أن تطور صناعة السيارات الكهربائية في الصين قدم مساهمة مهمة للاستجابة العالمية لتغير المناخ بالإضافة إلى التحول الأخضر والمنخفض الكربون، ذكر وانغ أن الحكومة الصينية ستدعم الشركات بنشاط في حماية حقوقها ومصالحها المشروعة.
في مواجهة التحديات وأوجه عدم اليقين الخارجية، أشار وانغ إلى أنه يتعين على الشركات تعزيز قدراتها الداخلية والالتزام بالابتكار وتدعيم إدارة المخاطر وإيلاء اهتمام للتنمية الخضراء.
وقال إنه يتعين على الشركات الصينية أيضا تعميق التعاون مع الشركات المحلية، والسعي إلى تحقيق تنمية مشتركة، والعمل كمشاركين ومساهمين فعالين في التحول الأخضر العالمي.
المخاوف الأميركية بشأن الطاقة الإنتاجية المفرطة "غير مبررة"
كما اعتبر وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو بأن المخاوف الأميركية من أن ازدياد الصادرات الصينية منخفضة الكلفة يمثّل خطرا على الأسواق العالمية "غير مبررة"، وذلك في ختام زيارة لوزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الاثنين تطرقت خلالها إلى هذه المسألة من بين قضايا أخرى.
وتبنى المسؤولون الصينيون خلال زيارة يلين نبرة متفائلة بأن العلاقات بين البلدين مستقرة، مع اتفاق الطرفين على فتح قنوات لإجراء مزيد من المحادثات بشأن مسألة الإمكانيات الصناعية المفرطة، رغم وجود خلافات ما زالت قائمة بشكل واضح.
وتخشى الولايات المتحدة من أن يؤدي الدعم الحكومي الصيني للشركات بفائض في الإنتاج يتجاوز إمكانيات استيعاب الأسواق العالمية ويمكن لتدفق صادرات زهيدة الثمن في قطاعات رئيسية مثل المركبات الكهربائية وتلك العاملة بالطاقة الشمسية أن يؤثر على نمو هذه الصناعات في بلدان أخرى.
وقللت بكين مرارا من أهمية المخاوف حيال الدعم الحكومي الكبير الذي تقدّمه الدولة للقطاع.
وأطلق الاتحاد الأوروبي تحقيقا بشأن حزم دعم السيارات الكهربائية الصينية التي يمكن أن تؤدي إلى مزيد من الرسوم الجمركية على المركبات التي تعتقد بأنها بيعت بشكل غير منصف بسعر أقل، وهو أمر دانته بكين الشهر الماضي على اعتباره "حمائية".
وطرحت يلين مسألة الطاقة الإنتاجية المفرطة مرارا خلال محادثاتها مع المسؤولين ورواد الأعمال في مدينة قوانغتشو والعاصمة بكين.
وتطرّقت إلى المسألة في محادثاتها مع نظيرها نائب رئيس الوزراء هي ليفينغ التي استمرت نحو 11 ساعة، كما طرحتها مع رئيس الوزراء لي تشيانغ في مسعى لإيصال الرسالة بشأن هذه المخاوف إلى أعلى مستويات صناعة القرار في الصين.
وقال لي لوزيرة الخزانة الأميركية، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة، إن على واشنطن النظر إلى مسألة الطاقة الإنتاجية بشكل "موضوعي" ومن منظور "يراعي السوق".
وأضاف أن نمو قطاع الطاقة الجديدة الصيني "سيقدّم مساهمات مهمة للانتقال العالمي إلى الطاقة الصديقة للبيئة والكربون المنخفض"، بحسب نص اجتماعهما الثنائي.
أقرت يلين من جانبها بأن "هذه قضية معقّدة ترتبط بكامل استراتيجيتهم للاقتصاد الكلي والصناعة".
وأفادت للصحافيين في قوانغتشو في وقت سابق "لم تحل المسألة في يوم أو شهر".
لكنها لفتت إلى أنه تم إطلاع المسؤولين الصينيين على أن "هذه قضية مهمة بالنسبة لنا" وستكون حاسمة بالنسبة للعلاقة الثنائية ولعلاقة الصين مع البلدان الأخرى مستقبلا.