في تطور لافت، ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بثقله لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وسط مؤشرات على استعداد أميركي لتقديم تنازلات تلبي المطالب الروسية.

المحادثة الهاتفية الأخيرة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي استمرت أكثر من ساعة، فتحت الباب أمام تحركات غير مسبوقة نحو تسوية النزاع.

الرئيس الأميركي كشف عن قمة مرتقبة ستجمعه ببوتين في السعودية، بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لبحث سبل إحلال السلام. إلا أن بعض التصريحات التي أدلى بها ترامب، خاصة فيما يتعلق بعضوية أوكرانيا في الناتو والتنازلات الإقليمية، تثير تساؤلات حول مدى استقلالية القرار الأوكراني.

تنازلات أميركية مبكرة؟

ترامب أوضح خلال تصريحاته أن "انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي يبدو مستبعدًا"، في إشارة ضمنية إلى قبول شرط روسي أساسي لإنهاء الحرب.

كما أشار إلى أن أوكرانيا قد لا تستعيد جميع الأراضي التي فقدتها منذ بداية الحرب، وهو ما اعتبره بعض المراقبين تنازلًا واضحًا لموسكو قبل حتى بدء المفاوضات.

يرى الكاتب والباحث السياسي محمد قواص خلال حديثه إلى سكاي نيوز عربية أن هذه التصريحات تعكس قبولا أميركيا بالشروط الروسية دون تفاوض حقيقي. ويقول قواس: "عندما تقول الولايات المتحدة إنه لا عودة إلى حدود 2014 ولا 2022، فأنت عمليًا تقدم تنازلات جوهرية لروسيا قبل حتى الدخول في مفاوضات رسمية".

ويضيف: "يبدو أن الولايات المتحدة تسعى لإنهاء الحرب بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على حساب أوكرانيا، وهو ما يثير قلق الأوروبيين".

أخبار ذات صلة

"لقاء السعودية" بين ترامب وبوتين.. هل ينهي حرب أوكرانيا؟
وزير الدفاع الأميركي: خططنا لإنهاء حرب أوكرانيا "ليست خيانة"

أوروبا بين القلق والرفض

على الجانب الأوروبي، بدا القلق واضحًا تجاه التوجهات الأميركية الجديدة. المستشار الألماني أولاف شولتز أعلن رفضه لأي اتفاق سلام يُفرض على أوكرانيا بشروط روسية، بينما عبّرت بريطانيا عن استمرار دعمها العسكري لكييف.

رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا شدد على أن السلام لا يعني مجرد وقف إطلاق النار، بل يجب أن يضمن عدم تهديد روسيا لأوكرانيا وأوروبا مجددًا.

قواص أشار أيضًا إلى أن الأوروبيين يشعرون بأنهم خارج المعادلة، حيث تتم المفاوضات بين موسكو وواشنطن دون إشراكهم بشكل جاد، وهو ما يثير مخاوفهم من أن تتكرر سيناريوهات عدوانية روسية في المستقبل.

هل ينجح ترامب في مفاوضاته؟

ترامب، الذي لطالما روّج لنفسه كصانع صفقات، يسعى لإحداث اختراق دبلوماسي قد يضاف إلى سجله السياسي، لكنه، كما يشير قواس، لم يحقق نجاحات تُذكر في أي مسار تفاوضي سابق.

"هو حاذق في جذب الانتباه، لكنه لم يحقق أي نتائج ملموسة، سواء في محادثاته مع كوريا الشمالية أو مع بوتين في السابق"، يقول قواص.

تبدو المبادرة الأمريكية لإنهاء الحرب خطوة هامة، لكنها تثير تساؤلات حول الثمن الذي ستدفعه أوكرانيا مقابل السلام، وما إذا كانت التنازلات الأميركية ستشجع روسيا على المزيد من المطالب مستقبلا.

ترامب يبدأ أولى خطوات إنهاء الحرب في أوكرانيا