لا تزال إسرائيل عالقة في المرحلة الأولى من اتفاق غزة، وسط محاولات واضحة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتفادي الانتقال إلى المرحلة الثانية.
بعد زيارته لواشنطن، عاد نتنياهو مدججًا بمواقف أميركية داعمة، ما يثير تساؤلات حول مدى اعتماده على خطة ترامب لإعادة ترتيب المشهد في غزة.
وفقًا للكاتب والباحث السياسي شلومو غانور، فإن الوفد الإسرائيلي المفاوض في الدوحة يقتصر حاليًا على مناقشات فنية متعلقة بالمرحلة الأولى فقط، في ظل غياب أي تفويض رسمي من مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي (الكابنيت) بشأن المرحلة الثانية.
كما أشار إلى أن هناك تحديات سياسية داخلية تعرقل التقدم، خاصة فيما يتعلق بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين ووقف إطلاق النار الدائم.
تمديد المرحلة الأولى.. هل يهرب نتنياهو من استحقاق التفاوض؟
تشير التقارير الإسرائيلية إلى أن المناقشات مع الوسطاء تركز على تمديد المرحلة الأولى، ما يعكس عدم رغبة الحكومة الإسرائيلية في الالتزام بالمرحلة الثانية.
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو سيعقد اجتماعًا لمجلس الوزراء بعد عودته إلى تل أبيب، في خطوة قد تحدد معالم المرحلة المقبلة.
ويؤكد غانور خلال حديثه إلى برنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية أن هناك معضلات سياسية داخلية تهدد استقرار الحكومة الإسرائيلية، حيث إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار قد يؤدي إلى انسحاب أحزاب يمينية متشددة من الائتلاف الحاكم، مثل حزب بتسلئيل سموتريتش.
في المقابل، أظهرت استطلاعات الرأي أن 70% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الصراع وإعادة جميع المخطوفين، مما يفرض على نتنياهو ضغوطًا سياسية داخلية ودولية.
خطة ترامب.. وسيلة لنسف الاتفاق؟
نتنياهو أشاد بخطة ترامب لغزة، معتبرًا أنها ليست "إخلاءً قسريًا"، بل خطوة قد تحدث تغييرًا جذريًا في الوضع داخل القطاع.
لكن هذه الطروحات تصطدم برفض عربي قاطع، حيث أعلنت الخارجية المصرية عن قمة عربية طارئة في 27 من الشهر الجاري لمناقشة التطورات الخطيرة للقضية الفلسطينية.
في هذا السياق، أشار غانور إلى أن هناك جهودًا دبلوماسية مكثفة بين واشنطن وتل أبيب وعدد من العواصم العربية لتقييم الوضع ومحاولة تهدئة التوتر الناجم عن تصريحات ترامب.
انسحاب تكتيكي أم إعادة تموضع؟
رغم انسحاب القوات الإسرائيلية من محور نتساريم وسط غزة، لا يزال هناك غموض بشأن استكمال الانسحاب من محور فيلادلفيا.
ووفقًا لغانور، فإن هذا الانسحاب قد يكون جزءًا من التزام إسرائيلي ببنود الاتفاق، لكنه في الوقت ذاته يمنح تل أبيب القدرة على الحفاظ على تفوقها الاستخباراتي والعملياتي، مع الإبقاء على خيار العودة إلى غزة عند الحاجة.
تبدو المرحلة الثانية من الاتفاق في مهب الريح، في ظل محاولات نتنياهو كسب الوقت واستثمار خطة ترامب لتحقيق أهدافه السياسية.
وبينما تتكثف الجهود العربية والدولية للضغط على إسرائيل للالتزام بالاتفاق، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مدى قدرة المجتمع الدولي على فرض حلول عادلة ومستدامة للأزمة في غزة.