تعتبر مقابلات العمل من أهم المراحل في عملية التوظيف، فهي الفرصة التي يمكن من خلالها للمرشح إلى الوظيفة، أن يعرض أمام مدير التوظيف، أفضل ما يمتلك من صفات ومهارات وخبرات، ومع ذلك، فإن العديد من الباحثين عن عمل، يرتكبون أخطاءً فادحة أثناء هذه المقابلات، ما يتسبب في حرمانهم من فرصة الحصول على الوظيفة التي تقدموا إليها.

وفي كثير من الأحيان، تكون مقابلات العمل عبارة عن محادثة مع مدير التوظيف، تتضمن أسئلة وأجوبة تتعلق بالوظيفة والشركة، ولكن بعض المقابلات تتطلب أيضاً اختباراً أو عرضاً للمهارات، وسواء كان الشخص يجري مقابلة عمل لأول مرة في حياته، أو أنه متمرس في هذا الأمر، فإن هذا النوع من المقابلات غالباً ما تنتج عنه تجربة مرهقة ومثيرة للأعصاب، فحتى أولئك الذين يمتلكون ثروة من الخبرات، ويتمتعون بالثقة، يمكن أن يجدوا أنفسهم مشوشين للحظات، في خضم المقابلة بسبب التوتر.

ورغم أنه من المستبعد أن تكون مقابلات العمل خالية من العيوب تماماً، فإن هناك عدداً من الأخطاء الفادحة، التي تمنع عملية التوظيف من السير بسلاسة، وتدفع مسؤولي الموارد البشرية، إلى استبعاد بعض الباحثين عن عمل من قائمة التوظيف لديهم، حيث يمكن لزلة واحدة، أن تضيّع كل الجهود التي قام بها المتقدم للوظيفة.

وفي الوقت الذي تركز فيه معظم النصائح الموجهة للباحثين عن وظيفة، على ضرورة ارتداء الملابس المناسبة، والحضور في الوقت المحدد، وعدم الثرثرة وعدم انتقاد أصحاب العمل السابقين خلال مقابلات العمل، إلا أن هذه النصائح هي مجرد بداية لنجاح المقابلة، حيث يقول خبير الموارد البشرية والأستاذ الجامعي الدكتور محمد بن دليم القحطاني، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن مقابلة العمل تعتبر مهمة جداً في مسار التوظيف، ولكن للأسف هناك عدد كبير من الأشخاص الذين لا يتمكنون من اجتيازها، بسبب عدم قدرتهم على توقع الأسئلة المحتمل طرحها من الطرف الآخر، لتأتي إجاباتهم وتتسبب في استبعادهم، مشدداً على ضرورة أن يكون المتقدم للوظيفة، متمكناً مما يفعله، ولديه القدرة على توقع ما قد يطرح عليه من أسئلة.

وبحسب الدكتور محمد بن دليم القحطاني، وهو مؤلف كتاب "إدارة الموارد البشرية نحو منهج استراتيجي متكامل"، فإن الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى استبعاد الفرد من قائمة التوظيف، هي على الشكل التالي:

أخبار ذات صلة

كيف تثبت جدارتك في مقابلات العمل؟
غورغييفا: على الأميركيين "التفاؤل" بشأن أداء اقتصادهم

عدم القدرة على التواصل

إن ظهور المتقدم للوظيفة بمظهر غير القادر على التواصل، عند الالتقاء بالآخرين بسبب "قلة الممارسة"، سيدفع حظوظه في الحصول على الوظيفة إلى التراجع، فمهارة التواصل مهمة جداً بالنسبة لمديري التوظيف، إذ يجب على المتقدم لوظيفة، أن يظهر أنه متمكن وقادر على الاختلاط بالأفراد، ولديه المهارات التي تلبي احتياجات الوظيفة الشاغرة.

التشتت في الأهداف

إن وضوح الأهداف هو عامل أساسي يساعد الفرد في النجاح خلال مقابلة العمل، فسؤال "ما هي أهدافك؟" عادة ما يتردد خلال مقابلات العمل، وعندما يرى مديرو التوظيف أن المتقدم للوظيفة، ليس لديه وضوح في الأهداف، ولا يملك القدرة على التركيز، يقومون باستبعاده من الوظيفة، لأنهم يخافون من الشخص مشتت الذهن، لذلك يجب على كل فرد وقبل ذهابه للمقابلة، أن يحرص على تحديد رؤيته المستقبلية لمساره في الوظيفة التي يتقدم إليها.

لا تتوتر.. وظيفة أحلامك بانتظارك.. إليك كلمة السر

المبالغة وحب السلطة

لن يجتاز مقابلة العمل من يخطئ في الإجابة عن سؤال، "أخبرني عن نفسك قليلاً"، الذي يطرح في الكثير من المقابلات، إذ لا بد للشخص هنا أن يبرز هويته الحقيقية أمام مسؤولي التوظيف، وأن يبين شخصيته بوضوح ومصداقية وشفافية، من خلال تسليط الضوء على التجارب والإنجازات التي قام بها، ولكن عليه الابتعاد عن المبالغة والتزييف، وإعطاء نفسه صفات لا يمتلكها، والظهور بمظهر المحب "للسلطة"، لأن جميع هذه الصفات تجعل مديري التوظيف يخافون منه كمرشح، مشددا على ضرورة أن يقوم المتقدم للوظيفة بقول الحقيقة عن مؤهلاته وخصائصه التي منحته النجاح في الوظائف السابقة.

سؤال يحتاج لإجابة سريعة

"لماذا أنت أفضل من باقي المرشحين للوظيفة؟"، هذا السؤال دائماً ما يتسبب أيضاً في خسارة المرشحين لاحتمال الحصول على الوظيفة التي يتقدمون إليها، إذ لا بد هنا للشخص أن يقدم إجابة سريعة، تدل على أنه مؤهل للمنصب ويمتلك الخبرة ويتعلم بسرعة، ولديه القدرة على العمل ضمن فريق، كما عليه أن يؤكد في إجابته أنه شخص متفانٍ في عمله، ويحرص على جودة النتائج، كما أنه يحرص على أن يكون لديه الولاء للجهة التي يعمل لديها.

السؤال الفخ!

دائماً ما يقع المتقدمون إلى الوظيفة في السؤال الفخ، الذي يطرح عليهم من قبل مديري التوظيف، والذي هو "ما الذي تبحث عنه في هذه الوظيفة؟"، وهنا يقوم بعض الأشخاص بالتعبير عما واجههم في الوظيفة السابقة، فيشعر أخصائي التوظيف، بأن الشخص الموجود أمامه لا يملك روح الإنجاز والتفاؤل، وهذا خطأ، إذ يجب على المتقدم للوظيفة، أن يتحدث بواقعية، وأن يعبّر عن نظرته الإيجابية ومدى قدرة المؤهلات التي يمتلكها، بهدف إغناء الوظيفة التي يطمح إلى الحصول عليها، مع ضرورة الابتعاد عن الأحلام المبالغ بها، إذ لا يجب أن يجعل أحلامه وردية أمام مسؤولي التوظيف،ـ كي لا يتم استبعاده، فعليه أن يكون واقعياً ومنطقياً ويشدد على أنه يبحث عن الاستدامة في العمل.

السؤال الخطير

"ما هو المهم بالنسبة لك المال أم العمل؟" هذا السؤال خطير جداً، بعض الناس يقولون العمل، ولكن الحقيقة التي يدركها مديرو التوظيف هي أن معظم الناس يبحثون عن المال، ولذلك فإن الإجابة الذكية عن هذا السؤال يجب أن تكون كالتالي، "المال مهم ولكن العمل أهم" فبهذه الطريقة تكون قد أظهرت للشخص الذي يحاورك، أنك إنسان صادق مؤكداً أهمية المال والعمل سوياً.

نقاط الضعف

ويضيف القحطاني في حديثه لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن مقابلات العمل ليست شيئاً يمكن تخطيه بسهولة، فمديرو التوظيف يقومون برصد جميع الإجابات، ولذلك على المتقدم للوظيفة، أن يظهر لهم أنه "لاعب قوي" من خلال إبراز مصادر قوته وقدرته على حل المشكلات، والعمل ضمن بيئة متنوعة وديناميكية، وامتلاكه للمهارات التنظيمية، مشدداً على ضرورة عدم الوقوع ضحية السؤال عن نقاط الضعف، إذ لا يجب الكشف عن هذه الأمور، فعند سؤال مديري التوظيف عن نقاط الضعف، يجب أن تكون الإجابة هي التأكيد على مواجهة الصعوبات في السابق، والتمكن من تخطيها عبر التعاون وتضافر الجهود.