أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية" رفضه القاطع لتحول ليبيا إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية، مشددًا على أن حكومته لن تقبل بنقل الأسلحة الروسية من سوريا إلى ليبيا.

وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد المخاوف من نقل الصراعات الدولية إلى الأراضي الليبية، مما يهدد استقرار البلاد.

وعبّر الدبيبة عن رفضه الحازم لأي محاولات تهدف إلى تحويل ليبيا إلى مركز لصراعات القوى الكبرى، مؤكدًا أن "ليبيا لن تكون منصة لتصفية الحسابات الدولية".

وأوضح أن حكومته لن تسمح بنقل الأسلحة الروسية إلى ليبيا، محذرًا من أن ذلك قد يؤدي إلى تعقيد الأزمة الليبية وإطالة أمد الصراع.

الدبيبة: لن نقبل بنقل الأسلحة الروسية من سوريا إلى ليبيا

في تعليقه على تصريحات الدبيبة، أوضح الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية فرج زيدان، في حديثه لغرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية، أن هذه التصريحات تأتي في إطار استثمار سياسي يتزامن مع تطورات معينة على الساحة الليبية والدولية.

وأكد زيدان أن الوجود الروسي في ليبيا ليس جديدًا، بل يمتد لسنوات ويشمل أيضًا مناطق أخرى في إفريقيا. كما أشار إلى إشارات تدل على احتمالية مغادرة روسيا لبعض قواعدها في أماكن أخرى، مما يثير تساؤلات حول إمكانية تعزيز وجودها في ليبيا.

ولفت زيدان إلى أن الدبيبة يستخدم ورقة الوجود الروسي كأداة للتعامل مع الولايات المتحدة، مستفيدًا من النفوذ الأميركي في الأزمة الليبية.

وانتقد زيدان تجاهل الدبيبة للوجود التركي في ليبيا والمرتزقة الداعمين لحكومته في طرابلس، معتبرًا أن هذا يشير إلى ازدواجية في المعايير.

وأوضح زيدان أن الجيش الليبي اضطر للتعاون مع أي طرف يقدم الدعم لمواجهة التنظيمات المسلحة مثل داعش والقاعدة.

وأشار إلى وجود تعاون دفاعي وتدريبي بين الجيش الليبي والولايات المتحدة، بما في ذلك تدريب الجنود الليبيين على أيدي خبراء أميركيين.

مستقبل ليبيا والتحديات

أخبار ذات صلة

الدبيبة: لدينا مخاوف من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

يظل مستقبل ليبيا مرهونًا بقدرتها على تفادي تحولها إلى ساحة صراع دولي، حيث أشار زيدان إلى وجود جهود لإعادة توحيد المؤسسات الليبية، بما في ذلك محادثات بين مجلس النواب ومجلس الدولة تهدف إلى الحد من الانقسام السياسي وتشكيل حكومة موحدة استعدادا للانتخابات.

الموقف الدولي والإقليمي

تحدث زيدان عن تعقيدات الموقف الدولي والإقليمي، مشيرًا إلى:

  • التوازن في العلاقات الدولية: تسعى القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية للحفاظ على توازن العلاقات مع القوى الدولية، بما في ذلك رفض إنشاء قواعد عسكرية مستدامة لروسيا.
  • الصراعات الإقليمية: أكد زيدان أن الحدود البحرية التي تهم تركيا ترتبط بشرق ليبيا، مما يجعلها نقطة خلاف رئيسية مع دول مثل اليونان.
  • ملف المرتزقة: كشف زيدان عن إرهاصات إيجابية محتملة، مثل ترحيل المرتزقة، بالتزامن مع تعاون بين وزارة الدفاع التركية والجيش الليبي في مجالات التدريب.

تبرز تصريحات عبد الحميد الدبيبة والقراءات التحليلية لفرج زيدان الحاجة الماسة للحفاظ على سيادة ليبيا ومنع نقل الصراعات الدولية إليها. وفي ظل الجهود المبذولة لتوحيد الصف الليبي، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين المصالح الداخلية والخارجية دون المساس بالاستقرار الوطني.