تدوره آلة الحرب في غزة وبالتوازي تستمر المساعي للتوصل إلى تهدئة لتتكشف يوماً تلو الآخر ملامح صفقة قد تبدو قريبة وإن بقيت الترتيبات بشأنها صعبة ومرهقة إذ تشير تقارير أميركية إلى وجود مساعي للتوصل إلى اتفاق إطار تتخلى بموجبه إسرائيل وحماس عن حكم القطاع، الأمر الذي ربما يعد بمثابة جملة اعتراضية أمام لاءات إسرائيل وحماس منذ بدايات الحرب.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان أكد التزامه بإطار وقف إطلاق النار في غزة والذي يجري التفاوض عليه، نتنياهو اتهم حماس بتقديم مطالب تتعارض معه وتعرض إسرائيل للخطر كما وضع 4 شروط لقبول الاتفاق بينها السيطرة الإسرائيلية على أراضي غزة القريبة من الحدود المصرية.

حيث قال في خطابه:" باعتباري رئيسا للوزراء أنا مصر على تحقيق هذه الشروط الأربعة لضمان أمننا، الشرط الأول هو أن أي مقترح يجب أن يسمح لإسرائيل بمواصلة القتال حتى تحقق كافة أهدافها العسكرية، النقطة الثانية تتمثل في عدم السماح بتوريد أي أسلحة لحماس عبر مصر بالدرجة الأولى عبر معبر رفح ومحور فيلادلفيا النقطة الثالثة هي عدم السماح بعودة المسلحين وإدخال الأسلحة إلى شمال القطاع إذ سنحمي ما حققناه من إنجازات عسكرية، أما الشرط الرابع فهو إعادة أكبر عدد من المحتجزين في المرحلة الأولى من الاتفاق".

يأتي هذا، في وقت رجح فيه مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان احتمال التوصل إلى اتفاق وشيك بشأن غزة، لكنه أشار في الوقت عينه إلى وجود تفاصيل لا تزال مكان نقاش مؤكدا أن القضايا المتبقية بشأن الهدنة قابلة للحل.

هذا وقال مصدران أمنيان مصريان إنه تم أحراز تقدم في المحادثات لإنهاء الصراع في غزة فيما يتعلق بمسألتي تحرير الرهائن وانسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق في القطاع. أضاف المصدران أن هناك اتفاقا على الاستعدادات لتحرير رهائن إسرائيليين وإطلاق سراح فلسطينيين محتجزين في سجون إسرائيلية، وعلى انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق سكنية في جنوب غزة في المرحلة الأولى من الاتفاق والتي تستمر 6 أسابيع.

وذكر المصدران أنه تم الاتفاق أيضا على آلية لإدارة قطاع غزة ما بعد الحرب. وكان مكتب نتنياهو قد أفاد بأن فريق التفاوض الإسرائيلي سيغادر إلى القاهرة ويسعى لإجراء مزيد من محادثات يوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ويتضمن الوفد الإسرائيلي مدير الجهاز الأمن الداخلي الشباك وممثلين عن الجيش وأضاف بيان أصدره مكتب نتنياهو أنه التقى المفاوضين العائدين من الدوحة وناقش معهم تفاصيل مستجدات المحادثات بشأن صفقة الرهائن وسبل تنفيذ الخطة مع ضمان كل أهداف الحرب.

وكان موقع أكسيوس الأميركي قد أفاد نقلا عن مسؤولين إسرائيليين بأن وفدا أمنيا إسرائيليا يجري في مصر مباحثات بشأن شروط إعادة فتح معبر رفح ومنع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عبر محور فيلادلفيا وفق المصدر لن تكون الترتيبات الأمنية عند معبر رفح ومحور فيلادلفيا جزءا من نص الاتفاق الخاص بصفقة الرهائن، لكنها تشكل مطلبا تحاول إسرائيل ومصر والولايات المتحدة تلبيته خارج إطار الاتفاق.

من ناحية ثانية قالت حماس في بيان إنها لم تبلغ بأي جديد من الوسطاء بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة والتبادل الأسرى وأضافت الحركة في بيانها أن إسرائيل تستمر في سياسة المماطلة لكسب الوقت وغير أفشال هذه الجولة من المفاوضات.

ملامح اتفاق إطار تتخلى به إسرائيل وحماس عن حكم القطاع

أخبار ذات صلة

بايدن: إسرائيل كانت أقل تعاونا في بعض الأحيان
صحيفة: حماس أبلغت الوسطاء باستعدادها للتنازل عن السلطة

 في إطار الحديث عن هذه الجهود التهدئة، أوضح الدكتور حسام الدجني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، خلال حواره مع غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية، تفاصيل الورقة التي قدمها جو بايدن. والتي تركزت حول الرد الإسرائيلي على المقترح المقدم والمؤرخ في 6 مايو 2024 والذي تمت صياغته من قبل نتنياهو وفريقه التفاوضي. وأشار الدكتور الدجني إلى أن هذا الرد يتعارض بشكل واضح مع المبادئ الأساسية التي يؤمن بها نتنياهو.

  • تنص المادة الأولى على الوقف المؤقت للعمليات العسكرية من كلا الطرفين، وسحب القوات الإسرائيلية إلى الشرق بعيداً عن المناطق المزدحمة بالسكان. وعلى النقيض، جاء نتنياهو ليؤكد في شروطه عدم السماح بعودة أي شخص من الجنوب إلى الشمال.
  • تُشير هذه الازدواجية إلى أن نتنياهو يسعى لتعطيل الحلول الجذرية المقترحة من قبل الوسيطين المصري والقطري وكسب المزيد من الوقت.
  • تقديم وليام برينز 3 مقترحات حول المادة رقم 8 إلى حركة حماس والمقاومة من خلال الوسيط القطري والمصري. وقد اختارت حماس أحد هذه النصوص الثلاثة، مما يعني أن الإدارة الأميركية تدافع الآن عن نص قدمته.
  • فيما يتعلق بالمادة رقم 14، أضافت حماس فقرة تهدف إلى تثبيت وتأكيد الاتفاق، وتنص على أن الوسطاء الضامنون يضمنون الالتزام بالاتفاق. هذا يعكس مرونة كبيرة من المقاومة في المفاوضات الجارية.
  • من الجانب الإسرائيلي، هناك تباطؤ واشتراطات جديدة واجهتها مطالب الوسطاء بمزيد من الوقت لتحقيق تقدم ملموس عبر الاتصالات المستمرة منذ الأمس واليوم وربما تستمر حتى الغد.
  • يسعى نتنياهو بشكل حثيث إلى عدم الوصول لأي اتفاق قبل 24 يوليو، حيث يأتي هذا الموعد بالتزامن مع خطابه المزمع في الكونغرس. لممارسة مزيد من الضغوط على الإدارة الأميركية بهدف تحقيق صفقة تسلح تتضمن ذخائر بوزن يزيد على 200 رطل.
  • يحاول نتنياهو كسب المزيد من الوقت عبر طرح شروط تفاوضية جديدة في كل مرة.
  • أظهرت الولايات المتحدة والوسطاء الاستعداد لاتخاذ موقف حازم، بينما كان الموقف المصري متقدمًا وضاغطًا جدًا لضمان عدم وجود أي تدخل إسرائيلي.
  • يتسم الموقف المصري بالضاغط بدرجة كبيرة لضمان عدم وجود أي دور إسرائيلي في هذا السياق.
  • قضية تهريب الأسلحة تبقى تحت مسمى "تهريب" وليست إدخالا بطرق مشروعة.
  • إذا تصاعدت الضغوط على رئيس الوزراء نتنياهو من قبل الشارع الإسرائيلي الثائر وازدادت وتيرة وحجم التظاهرات، فلن يكون أمامه خيار سوى اللجوء إلى الصفقة المقترحة.
  • وجود مخاوف من حدوث سيناريو يشمل تهدئة مؤقتة وأخرى طويلة الأمد.
  • تشمل التهدئة المؤقتة خطاب نتنياهو في الكونغرس، بينما التخوف الأكبر هو أن يكون نتنياهو يخطط لتهدئة حتى وصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم في يناير المقبل.
  • يعتبر نتنياهو الشخصية الوحيدة التي تعارض مسألة الاستدامة، إذ يخشى أن استمرارية الوضع الراهن قد تُهدد تماسك ائتلافه الحاكم. بالإضافة إلى ذلك، يواجه تحمله مسؤولية أحداث السابع من أكتوبر فضلاً عن قضايا الفساد والتعديلات القضائية المثارة ضده وإعلان نهاية مسيرته السياسية.