مع عودة الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب في قطاع غزة، كشفت مصادر إسرائيلية عن رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المقترح المصري الجديد للهدنة، رغم تأييد غالبية الوزراء في المجلس المصغر لها باستثناء وزيرا الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير والمالية بتسئيل سموتريتش، وسط تساؤلات عن أسباب تعنت نتنياهو أمام جهود وقف إطلاق النار.
واقترحت القاهرة وقفا لإطلاق النار لمدة يومين في غزة لتبادل 4 رهائن إسرائيليين مع بعض السجناء الفلسطينيين، حسبما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الأحد.
المصادر الإسرائيلية أشارت إلى أن نتنياهو رفض الهدنة بحجة أن وقف إطلاق النار ليومين يجب ألاّ يكون قبل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، مع إجراء المفاوضات تحت النار.
ويرى رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية سمير غطاس أن المبادرة المصرية كانت تهدف لكسر الجمود الحاصل في المفاوضات، ووافقت عليها حركة حماس شريطة أن ترتبط بما هو أبعد.
وأضاف غطاس لقناة "سكاي نيوز عربية" أن نتنياهو أوفد رئيس الموساد إلى الدوحة في وقت أعلن فيه رفضه للمبادرة لأنه لا يريد تقديم هدية لصالح مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأميركية (كامالا هاريس) ويريد حجز هذا النصر الصغير للمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وأفاد بأن "نتنياهو لا يتعرض لابتزازات من سموتريتش وبن غفير لأنه هو من يقود اليمين المتطرف ولديه استحقاقات داخلية تتعلق بقانون التجنيد، واستحقاقات خارجية مرتبطة بالانتخابات الأميركية".
ولفت إلى أن "نتنياهو يريد إنشاء روابط من عملاء فلسطينيين يديرون قطاع غزة ووضع شركة كاهانا والتي تم منحها 200 مليون دولار لتقديم الإمدادات للفلسطينيين وتأسيس سلطة عميلة وتجنيد عملاء ولا أعتقد أن هذا الأمر سينجح".
وبين أن إسرائيل كان يمكنها اعتقال السنوار (قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار) والحصول على معلومات منه بشأن الرهائن لكن نتنياهو أعطى تعليمات بقتله لإطالة أمد الحرب، بعكس لبنان حيث استهدفت قيادات حزب الله، لكن في فلسطين الهدف التنكيل بالشعب الفلسطيني وإعادة الاستيطان وتهجير الفلسطينيين.
ولفت إلى أن نتنياهو يرفض سيناريو اليوم التالي ويصر على الحرب ويشيطن حركة حماس للإفلات من قضايا الرشوة والفساد وتثبيت حركة حماس في مقابل إضعاف السلطة، فضلا عن مسؤوليته عن أحداث 7 أكتوبر.
في المقابل قال المحاضر في أكاديمية الجليل الغربي موشيه العاد إن الموساد معه صلاحية للتفاوض وهناك ضغط كبير داخل إسرائيل على نتنياهو.
وأوضح العاد لقناة "سكاي نيوز عربية" أن بن غفير وسموتريتش لم تعد لهما كلمة اليوم وكل القرارات يمكن اتخاذها دون الرجوع إليهما.
وأكد أن نتنياهو ليس صاحب القرار الوحيد في الحكومة الإسرائيلية، لكن وجهة نظر الحكومة في التفاوض هي الإفراج عن كل الرهائن مرة واحدة لمنع التلاعب من حركة حماس.
واعتبر أن إسرائيل لا تجد من يمكن التحدث معه بشأن الهدنة واغتيال السنوار لن يسهل التوصل لوقف إطلاق النار وإنما سيزيد الأمر صعوبة لأن من يقود الحركة أخو السنوار محمد.
وأشار إلى أن حماس تريد أن تغادر إسرائيل قطاع غزة فورا وقبل أي شيء في حين تريد إسرائيل سلطة بديلة محل حركة حماس.
وأكد أن على إسرائيل تقديم تنازلات لتحقيق صفقة للرهائن وسيكون عارا عليها عدم عودة الرهائن ومن يرفض الصفقة هم المتطرفون فقط.
واتهم حماس بالمماطلة في المفاوضات داعيا الوسطاء للضغط على الحركة من أجل التوصل لاتفاق مؤكدا أنه لن تقوم دولة فلسطينية بسبب ما حدث في 7 أكتوبر على حد وصفه.
وفيما يتعلق بالاعتقالات للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة قال إن عمليات حماس مستمرة وبالتالي تقوم إسرائيل بالاعتقالات تحت القانون الإسرائيلي لمعرفة المسؤولين عن هذه العمليات، ويمكن الاعتماد على الاستخبارات الإسرائيلية لمعرفة من ينتمي لحركة حماس ومن لا ينتمي.