احتفل معظم المسلمون حول العالم الأربعاء بعيد الفطر، وفي إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، سافر نحو ثلاثة أرباع السكان للمشاركة في حفل العودة السنوي لمسقط رأسهم المعروف محليا باسم "موديك".
وقال ريدو ألفيان، وهو موظف حكومي يقيم في منطقة جاكرتا "موديك ليس مجرد طقوس أو تقليد سنوي بالنسبة لنا، انها لحظة إعادة التواصل، مثل إعادة شحن الطاقة التي تم استنفادها لمدة عام تقريبا بعيدا عن الديار"، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
يعيش ألفيان في مدينة تانغيرانغ التابعة لجاكرتا، وسافر في شاحنة مع أفراد عائلته الأربعة إلى مسقط رأسه في مقاطعة لامبونغ في الطرف الجنوبي من جزيرة سومطرة، رغم الازدحام المروري الشديد على الطرق الرئيسية.
قبل عيد الفطر، عجت الأسواق بالمتسوقين لشراء الملابس والأحذية والكعك والحلوى. وتدفق الناس من المدن الكبرى للعودة إلى قراهم للاحتفال بالعيد مع أحبائهم.
كما كانت الرحلات الجوية مكتظة بالركاب، حاملين صناديق هدايا، وشكلوا طوابير طويلة في محطات الحافلات والقطارات استعدادًا للرحلة.
وقالت غرفة التجارة والصناعة الإندونيسية إن حجم التداول المالي خلال العيد هذا العام سيصل إلى ما يقرب من 10 مليارات دولار في مختلف القطاعات، بما في ذلك البيع بالتجزئة والانتقالات والسياحة.
بالنسبة لإريني ديوي، وهي أم لطفلين، يعتبر عيد الفطر يوم انتصار على الصعوبات الاقتصادية التي واجهتها خلال شهر رمضان، وقالت "أنا سعيدة بالاحتفال بالعيد رغم ارتفاع أسعار المواد الغذائية".
وكان نائب الرئيس السابق، يوسف كالا، من بين سكان جاكرتا الذين أدوا الصلاة في ساحة مفتوحة. وقال "دعونا نحتفل بعيد الفطر باعتباره يوم انتصار على الكثير من الصعوبات.. كانت بالطبع هناك مشكلات كثيرة خلال شهر رمضان، ولكن يمكننا التغلب عليها بالإيمان والتقوى".
وليلة العيد، والتي تسمى "تكبيران" بالاندونيسية، احتفل سكان جاكرتا بإطلاق الألعاب النارية في الشوارع التي كانت في الغالب فارغة بسبب عودة سكان المدينة إلى مسقط رأسهم.
وصباح الأربعاء، انضم المسلمون إلى صلاة العيد كتفا بكتف في الشوارع. وامتلأت ساحة مسجد الاستقلال في جاكرتا، وهو الأكبر في جنوب شرق آسيا، بالمصلين الذين يؤدون صلاة العيد.