قال محرر الشؤون الأميركية في "سكاي نيوز عربية" موفق حرب إن دولة الإمارات العربية المتحدة قدمت نموذجاً يُحتذى به في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الاستقرار الإقليمي، مؤكدا أن واشنطن بدأت تدرك هذا الدور ما جعلها ترى في الإمارات شريكا استراتيجيا وطبيعيا على جميع المستويات.

تصريحات حرب جاءت ضمن تغطية "سكاي نيوز عربية" للزيارة المرتقبة التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الولايات المتحدة، الإثنين.

وأوضح حرب أن العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة تمتد لعقود من الزمن، حيث كانت الولايات المتحدة من أوائل الدول التي اعترفت بقيام دولة الإمارات عام 1971، مضيفا: "على مدار السنوات، تعززت هذه العلاقة لتصبح شراكة استراتيجية تستند إلى المصالح والقيم المشتركة بين البلدين".

وأشار إلى أن الإمارات أثبتت نفسها كشريك استراتيجي يُعتمد عليه في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، سواء من خلال المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش أو من خلال جهودها في التصدي للفكر المتطرف.

البيت الأبيض: العلاقة بين الإمارات وأميركا قوية وطويلة الأمد

ولفت إلى أن الإمارات اتخذت خطوات جريئة نحو السلام بتوقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل عام 2020، وهو ما فتح الباب أمام توقيع اتفاقيات مماثلة مع دول أخرى ضمن رؤية شاملة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وفي سياق التحليل، أشار حرب إلى أن هذه الزيارة تأتي في وقت تواجه فيه الإدارة الأميركية العديد من التحديات، سواء على مستوى الملف النووي الإيراني أو الصراع الدائر في غزة.

وتحدث حرب عن "التردد" الذي شاب بعض قرارات الإدارة الأميركية فيما يتعلق باتفاقيات السلام الإبراهيمية، حيث أشار إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن في البداية حاولت الابتعاد عن استخدام مصطلح "اتفاقيات أبراهام"، مما قلل من الزخم الذي كان يمكن أن يُبنى عليه لتعزيز السلام في المنطقة.

وعن دور الإمارات في المنطقة، قال حرب إن الإمارات قدمت نموذجاً يُحتذى به في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الاستقرار الإقليمي، ليس فقط في الشرق الأوسط بل في مناطق أخرى مثل إفريقيا، مؤكدا أن واشنطن بدأت تدرك هذا الدور، ما جعلها ترى في الإمارات شريكاً استراتيجياً وطبيعياً على جميع المستويات، سواء في مجالات الأمن أو التكنولوجيا أو المناخ.

وأشار حرب إلى أن التحولات التي شهدتها العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات في السنوات الأخيرة تعكس مستوى عالياً من النضوج السياسي والاقتصادي، ما يجعل الإمارات في موقع متميز لتقديم النصح والمشورة للإدارة الأميركية في قضايا المنطقة.

أخبار ذات صلة

الشراكة الدائمة بين الإمارات وأميركا يوحدها الابتكار والتقدم
محمد بن زايد يبدأ زيارة رسمية للولايات المتحدة يوم الإثنين

وشدد على أهمية أن تستمع واشنطن لهذه النصائح في هذا الوقت الحرج، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى إيجاد حلول مستدامة لأزمات المنطقة.

من جانبه، أكد السفير الأميركي السابق جيمس جيفري، أن إدارة بايدن تُدرك تماماً أهمية الدور الذي تلعبه الإمارات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ما يتعلق بالقضايا الأمنية والنووية.

كما أشار إلى أن الإمارات دعمت بشكل كبير الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غزة، وتلعب دوراً محورياً في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها للشيخ محمد بن زايد منذ توليه رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويبحث رئيس دولة الإمارات خلال هذه الزيارة مع نظيره الأميركي "علاقات الصداقة التاريخية التي تجمع دولة الإمارات والولايات المتحدة والتي تمتد إلى أكثر من خمسين عاماً.. وسبل تعزيز تعاونهما وشراكتهما الإستراتيجية في جميع المجالات خاصة الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والفضاء".

إضافة إلى الطاقة المتجددة ومواجهة التغير المناخي وحلول الاستدامة وغيرها من الجوانب التي تخدم رؤية البلدين تجاه مستقبل أكثر تقدماً وازدهاراً للجميع.

ويلتقي رئيس دولة الإمارات خلال الزيارة عددا من المسؤولين الأميركيين لبحث آفاق تطور العلاقات الإماراتية ـ الأميركية على جميع المستويات.

كما يتبادل مع نظيره الأميركي وجهات النظر بشأن مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.