على وقع هدنة محتملة بين إسرائيل وحماس، يشهد لبنان تصعيداً لافتاً. للمرة الأولى منذ حرب 2006، تطال الاستهدافات الإسرائيلية القطاع الشرقي في لبنان وتحديداً محيط مدينة بعلبك.
الضربات الإسرائيلية في العمق اللبناني ومواقع لحزب الله بمختلف المناطق بمعزل عن قواعد الاشتباك تحمل رسالة إسرائيلية مباشرة.. فتل أبيب ترفض الربط بين قطاع غزة والجبهة اللبنانية.. لا بل تعمد إلى فصل الساحة اللبنانية عن غزة.
ليس وحده الميدان يحتم هذا الواقع، بل حتى التصريحات السياسية العلنية وعلى وجه الخصوص ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل ستكثف قصف حزب الله حتى لو تم التوصل إلى هدنة مع حماس في غزة، مضيفاً أن الضربات ستستمر حتى تحقيق الأهداف الإسرائيلية المرجوة وهي تراجع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني وانسحاب فرقة الرضوان التابعة للحزب وتأمين الشمال الإسرائيلي.
أضف إلى ذلك ما أعلنه الجيش الإسرائيلي بشأن استكمال العمليات ضد حزب الله بما في ذلك المجال الجوي اللبناني. وفيما يبدو أنه استعداد لتوسع الحرب بدأت إسرائيل باتخاذ خطوات استباقية.
صحيفة يديعوت أحرونوت قالت إنه من المتوقع أن تمدد الحكومة الإسرائيلية خطة لإجلاء نحو 60 ألفا من سكان بلدات الجليل لنحو 5 أشهر تنتهي في السابع من يوليو المقبل.
لكن لحزب الله وجهة نظر مختلفة تماماً، فهو يؤكد أن التهدئة في غزة ستنسحب حكماً على لبنان، نظراً لأن الحزب لا يخوض معركة منفردة بوجه إسرائيل بل يصر على أنه جبهة مساندة لغزة.
واقع لا تقبل به إسرائيل وسط شرخ في الحكومة التي يرفض بعض وزرائها من اليمين المتطرف الدخول في هدنة مع حماس لا تحاكي مصلحة إسرائيل، فيما يحذر نتنياهو ووزير دفاعه من أن حزب الله سيدفع ثمنا مشابها لما حصل مع حماس بسبب تهديده لأمن إسرائيل. وكل هذه تطورات توحي بتراجع الحلول الدبلوماسية لصالح الخيارات العسكرية.
ويشدد الكاتب والباحث السياسي رضوان عقيل في حواره لغرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية"، على أهمية التطورات الحاصلة بسبب استهداف طيران الجيش الإسرائيلي لمواقع مدنية بدعوى أنها نقاط عسكرية، رداً على الهجوم الذي شنه حزب الله.
- توجيه حزب الله ضربة للقوات الجوية الإسرائيلية من خلال إسقاط الطائرة المسيرة الإسرائيلية.
- شن حزب الله هجوماً على مناطق في الجولان إشارة تحذيرية للإسرائيليين بأنها هدف مشروع وأنها قادرة على التصدي لأي هجوم إسرائيلي.
- تمكن حزب الله من تطوير إمكانياته العسكرية ليكون قادرا على مواجهة القوات العسكرية الإسرائيلية المدعومة تكنولوجيا من قبل الولايات المتحدة.
- استعداد حزب الله عسكريا ولوجستيا في حال وقوع أي هجوم إسرائيلي.
- الاعتداءات الجارية في لبنان هي خرق إسرائيلي واضح للقرار 1701.
- أي هدنة في غزة لن تمنع إسرائيل من مواصلة هجومها على لبنان بتعلة ضرورة القضاء على حزب الله.
- هناك سكوت ملحوظ حول السلوك الإسرائيلي من استهداف وإبادة للشعب الفلسطيني.
- لم تنجح إسرائيل في تحقيق أي انتصار في غزة سوى إحداث الخراب في غزة وتجويع أهلها أمام أعين العالم.
- إذا استمرت إسرائيل في تهديداتها للبنان، فسيزيد عدد النازحين والمهاجرين الإسرائيليين الذين يقطنون بالقرب من الحدود اللبنانية، مما سيؤدي إلى زيادة في الارتباك داخل الحكومة الإسرائيلية.
- عندما نتحدث عن دعم إيران لحزب الله، من الضروري أيضا الحديث عن الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة والدول الغربية لإسرائيل، في تشريد وقتل الأطفال الفلسطينيين بأسلحة أميركية.
وفيما يتعلق بتطورات مستوى العنف بين إسرائيل وحزب الله، يعلق الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، جوناثان جيليام:
- إيران هي الداعم والراعي لحزب الله وحماس في المنطقة بشكل مباشر.
- ما تقوم به إسرائيل في المنطقة هو فقط الدفاع عن النفس ضد هجمات حزب الله عليها.
- ارتفاع نسق الهجمات على لبنان ليس سوى استهدافا لعناصر من حزب الله.
- ما يقوم به حزب الله في المنطقة هي إملاءات إيرانية.
- يضع حزب الله شعبه في مواجهة نفس المصير والوضع الذي يواجهه الشعب الفلسطيني بسبب حماس.
- لا تقوم إسرائيل بالسعي لاستخدام العنف في المنطقة، بل تدافع عن نفسها من العنف الموجه نحوها والحفاظ على مصالحها في المنطقة.
- لم تبادر إسرائيل بالهجوم على لبنان وإنما كانت ترد على هجمات حزب الله لها وتأمين حدودها.
الضربات في العمق اللبناني
- الضاحية الجنوبية لبيروت: استهداف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري.
- الغازية قرب مدينة صيدا: استهداف بنية تحتية تابعة لحزب الله وفقا للإعلام الإسرائيلي.
- جدرا شمالي مدينة صيدا: مقتل عنصر من حزب الله خلال محاولة اغتيال قيادي في حماس.
- مدينة صور: استهداف سيارة قيادي في حزب الله.
- بعلبك في القطاع الشرقي: استهداف مستودعات تابعة لحزب الله ومقتل عدد من عناصره.