وصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الثلاثاء، إلى العاصمة سيؤول في زيارة دولة إلى جمهورية كوريا الجنوبية تستغرق يومين.
وتأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تلبية لدعوة يون سوك يول رئيس جمهورية كوريا الجنوبية.
وقد رافقت طائرة رئيس دولة الإمارات لدى دخولها الأجواء الكورية، طائرات عسكرية احتفاء وترحيباً بالزيارة.
وتتميز العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا الجنوبية بالعديد من الخصائص التي أكسبتها أهمية استثنائية، ودفعتها باستمرار نحو النمو والتقدم إلى أن بلغت مستوى الشراكة الاستراتيجية الخاصة التي تجسد رؤاهما تجاه مستقبل التنمية والازدهار واستدامتهما في كلا البلدين.
وتعد زيارة الدولة التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى جمهورية كوريا الجنوبية، محطة بارزة في المسار التاريخي للعلاقات الثنائية بين البلدين التي انطلقت منذ نحو 44 عاماً.
وتعد الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بشراكة استراتيجية خاصة مع كوريا الجنوبية.
ويرافق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال الزيارة وفد يضم كلا من الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، والشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، وعلي بن حماد الشامسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، وسهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، والدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومحمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، والشيخ عبد الله بن محمد آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، وخلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية عضو المجلس التنفيذي، وجاسم محمد بو عتابة الزعابي، رئيس دائرة المالية ـ أبوظبي، ومحمد علي محمد الشرفاء الحمادي، رئيس دائرة البلديات والنقل عضو المجلس التنفيذي، وفيصل البناي، مستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الإستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة، واللواء الركن مسلم الراشدي، مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومحمد إبراهيم الحمادي، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، وطارق الحوسني، الأمين العام لمجلس التوازن، ومعمر أبو شهاب، الرئيس التنفيذي لمجلس التوازن، وعبد الله سيف النعيمي، سفير الدولة لدى كوريا.
الاقتصاد والاستثمار
ترتبط الإمارات وكوريا الجنوبية بعلاقات اقتصادية واستثمارية متميزة حيث بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية مع كوريا الجنوبية خلال العام الماضي 2023 حوالي 5.3 مليار دولار تمثل نمواً بنسبة 12.5 بالمئة مقارنة بعام 2022، وتلامس استثمارات كوريا المباشرة في الدولة حاجز الـ 2.2 مليار دولار، بالمقابل بلغت قيمة استثمارات الإمارات المباشرة في كوريا 578 مليون دولار بنهاية عام 2022.
وتعد الإمارات الشريك التجاري الثاني عربياً والـ 14 عالمياً لكوريا خلال 2023، حيث تستحوذ الدولة على نسبة 20 بالمئة من تجارة كوريا مع الدول العربية، فيما تعد كوريا الجنوبية الشريك التجاري الـ 10 لتجارة الإمارات غير النفطية مع دول آسيا غير العربية، وتحتل المرتبة الـ 30 عالمياً.
وتماشياً مع الإطار العام للشراكة الاستراتيجية الخاصة، أعلنت دولة الإمارات في يناير 2023 عن التزام أجهزتها الاستثمارية السيادية باستثمار مبلغ 30 مليار دولار في قطاعات استراتيجية في جمهورية كوريا.
واتفق البلدان خلال أعمال الدورة الثامنة للجنة الاقتصادية المشتركة بينهما، التي عقدت في يوليو الماضي، على توسيع وتنويع مظلة التعاون الاقتصادي في 11 قطاعاً استراتيجياً وتحفيز الاستثمارات المتبادلة بها.
وأنجزت الإمارات وكوريا، في أكتوبر الماضي، مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بينهما، تمهيداً لإبرامها رسمياً في وقت لاحق، ما يمهد الطريق لحقبة جديدة من التعاون التجاري والاستثماري البناء والنمو الاقتصادي المشترك بين الدولتين الصديقتين.
مشروع براكة
يمثل مشروع براكة للطاقة النووية السلمية نموذجاً متميزاً للتعاون التنموي بين البلدين الصديقين، ليس فقط من حيث قيمته المادية، بل أيضاً لأنه أول مشروع بناء محطات للطاقة النووية تنفذه كوريا الجنوبية في الخارج بعدما منحت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في ديسمبر 2009 ائتلافاً بقيادة شركة كوريا للطاقة الكهربائية (كيبكو) عرضاً قيمته 20 مليار دولار لبناء المشروع.
وفي مارس الماضي، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، عن إتمام عملية ربط المحطة الرابعة ضمن محطات براكة للطاقة النووية السلمية بشبكة كهرباء دولة الإمارات.
السياحة والطيران
ويقدم البلدان نموذجاً متميزاً للتعاون الاستراتيجي في قطاع السياحة والطيران مع زيادة عدد الرحلات والنمو المتواصل في حركة التدفقات السياحية بينهما. ويتجاوز عدد السياح القادمين من كوريا إلى الإمارات 200 ألف زائر سنوياً، فيما بلغ عدد الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين 21 رحلة أسبوعياً.
واتفق البلدان في يوليو الماضي، على زيادة التبادل السياحي بما في ذلك تقديم الدعم للشركات الناشئة التي تدخل سوق السياحة في البلدين، وعلى مواصلة تنفيذ مختلف المشروعات المشتركة لتمديد نتائج "أسبوع السفر الكوري في دولة الإمارات" الذي عقد في مايو 2023، إلى جانب مناقشة آليات زيادة عدد الرحلات الجوية بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.
الثقافة والتعليم
ونجح البلدان في التأسيس لعلاقات تعاون ثقافية وعلمية مميزة على مختلف المسارات، ومن بينها افتتاح المركز الثقافي الكوري في أبوظبي، واستضافة مهرجان خاص بالثقافة الكورية أصبح حدثاً رئيسياً على أجندة الفعاليات السنوية التي تشهدها الدولة، وكذلك افتتاح فرع معهد "الملك سيجونغ" في إمارة الشارقة وفي جامعة زايد بالعين اللذين يشهدان تزايداً في أعداد الطلبة الراغبين في التعرف على اللغة والثقافة الكورية عاماً بعد آخر.
وأطلقت وزارة الثقافة الإماراتية، بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والسياحة الكورية، برنامج “الحوار الثقافي الإماراتي الكوري لعام 2020”، وذلك احتفاء بالذكرى الـ 40 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بحسب وكالة أنباء الإمارات.
وشهد شهر مايو الجاري، توقيع مذكرة تفاهم بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ومدينة سيؤول، وذلك لتعزيز الروابط الثقافية القائمة، واستكشاف آفاق جديدة للتبادل الثقافي عبر اللقاءات الثنائية وترسيخ علاقات التفاهم والتقدير المتبادل، بما يمهّد الطريق نحو بناء جسور التواصل بين مختلف المجتمعات.
الصحة والطب
وقعت دولة الإمارات وكوريا الجنوبية العديد من مذكرات التفاهم والتعاون في المجالات الصحية والطبية، التي تشمل برامج التقييم والترخيص الطبي، وإدارة المستشفيات وتبادل الخبرات الطبية، إضافةً إلى تبادل الخبرات في التعليم الطبي.
وتدير العديد من الشركات الصحية الكورية المتخصصة مستشفيات كبرى في الإمارات، نظراً لما تتمتع به كوريا من سمعة طيبة في الرعاية الطبية والتقنيات الحديثة المستخدمة في قطاع الرعاية الصحية وخدمات رعاية المتعاملين.
وفي يناير 2022، عززت أبوظبي سبل التعاون مع كوريا الجنوبية عبر توقيع مذكرة تفاهم جمعت دائرة الصحة - أبوظبي، ومركز أبوظبي للصحة العامة بالمعهد الكوري لتطوير القطاع الصحي، لتعزيز التعاون في مجال لوجستيات وصناعات علوم الحياة والتكنولوجيا الحيوية، بما في ذلك بحث فرص التعاون لترسيخ مكانة أبوظبي كمركز لوجستي لتصدير منتجات علوم الحياة والصيدلة والرعاية الصحية من كوريا الجنوبية، ودعم التطوير والاستثمار في شركات علوم الحياة في دولة الإمارات.