مع إعلان التقديرات الأولية لنتائج الانتخابات الفرنسية، بات سيناريو "البرلمان المعلق" أكثر الاحتمالات واقعية، كنتيجة للانتخابات البرلمانية المبكرة، والتي أظهرت عدم فوز أي حزب بأغلبية مطلقة.
وأظهرت النتائج الأولية، وفق مؤسسات رائدة لاستطلاعات الرأي، الأحد، أن ائتلاف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري في فرنسا فاز بأكبر عدد من المقاعد في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية دون تحقيق الأغلبية المطلقة في البرلمان.
وذكر تقدير لمؤسسة "أي.أف.أو.بي" لصالح قناة "تي.إف1" التلفزيونية أن الجبهة الشعبية الجديدة قد تفوز بما يتراوح بين 180 و215 مقعدا في البرلمان في الجولة الثانية من التصويت، بينما توقع استطلاع أجرته مؤسسة "إبسوس" لصالح تلفزيون فرنسا حصول الكتلة اليسارية على ما يتراوح بين 172 و215 مقعدا.
وذكر استطلاع أجرته مؤسسة "أوبينيون واي" لصالح تلفزيون "سي نيوز" أن الجبهة الشعبية الجديدة ستفوز بما يتراوح بين 180 و210 مقعدا، بينما توقع استطلاع أجرته مؤسسة إيلاب لصالح تلفزيون"بي.إف.إم" حصولها على ما يتراوح بين 175 و205 مقعدا.
وبحسب استطلاعات الرأي، فإن كتلة الرئيس إيمانويل ماكرون المنتمية لتيار الوسط تتقدم بفارق ضئيل على حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان في معركة التنافس على المركز الثاني، وأظهرت النتائج الأولية حصولها على 150 إلى 180 مقعدا بالبرلمان.
ومصطلح "البرلمان المعلق" يحدث عندما لا يحقق أي من الأحزاب السياسية أو التحالفات الحزبية على أغلبية مطلقة في مقاعد البرلمان.
وفي البرلمان الفرنسي، يتعين الحصول على 289 مقعدا لتحقيق الأغلبية المطلقة.
تبعات النتائج الأولية
عقب الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية، أصدرت الرئاسة الفرنسية توضيحا أكدت فيه أن ماكرون يدعو إلى "توخي الحذر" في تحليل نتائج الانتخابات التشريعية.
واعتبر ماكرون أن كتلة الوسط لا تزال "حيّة جدا" بعد سنواته السبع في السلطة، حسبما أفادت أوساطه مساء الأحد.
وقال قصر الإليزيه إن ماكرون ينتظر "تشكيلة" الجمعية الوطنية الجديدة، أي البرلمان، من أجل "اتخاذ القرارات اللازمة".
من جانبه، انتقد رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، جوردان بارديلا "تحالف العار" الذي حرم الفرنسيين من "سياسة إنعاش"، في وقت حلّ حزبه في المرتبة الثالثة في تقديرات نتائج التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية.
وقال بارديلا: "يُجسّد حزب التجمع الوطني أكثر من أي وقت مضى البديل الوحيد"، متعهدًا أن حزبه لن ينزلق نحو "أي تسوية سياسية ضيقة" ومؤكدًا أن "لا شيء يمكن أن يوقف شعبًا عاد له الأمل".
وقال بارديلا: "الكثير من الفرنسيين يشعرون بالإحباط بعد ظهور نتائج الانتخابات. نتائج الانتخابات ترمي فرنسا في حضن أقصى اليسار".
وأكد أن التجمع الوطني لن يدخل في ترتيبات سياسية في فرنسا.
وأضاف أن الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية شهدت تحالفات سياسية لمنع التجمع الوطني من الوصول إلى السلطة.
ورأى زعيم اليسار الراديكالي الفرنسي، جان لوك ميلانشون، أن على رئيس الوزراء "المغادرة" وأنه ينبغي على الجبهة الشعبية الجديدة متصدرة الانتخابات التشريعية في فرنسا الأحد والتي ينتمي إليها حزبه، أن "تحكم".
وقال ميلانشون زعيم حزب فرنسا الأبية، فيما حل اليمين المتطرف ثالثا بعدما كان فوزه مرجحا: "شعبنا أطاح بوضوح أسوأ الحلول".
وأضاف ميلانشون أنه على الرئيس إيمانويل ماكرون يجب أن يقر بالهزيمة في الانتخابات البرلمانية الفرنسية، بعدما أظهرت استطلاعات رأي فوز تحالف الجبهة الشعبية الجديدة المنتمي لتيار اليسار بأكبر عدد من المقاعد، رغم أنه لم يحقق الأغلبية المطلقة.
وأضاف أنه يتعين على ماكرون أن يدعو الجبهة الشعبية الجديدة لتشكيل حكومة جديدة.
وجاءت النتائج الأولية لتشكيل البرلمان الفرنسي لتشير إلى نحو 215 مقعد لليسار، و150 إلى 180 لمعسكر ماكرون، و115 إلى 155 لليمين، ما يعني فرنسا قد تشهد بالفعل سيناريو "البرلمان المعلق" إذا جاءت النتائج النهائية مماثلة للنتائج الأولية.
ومن جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي، غابرييل أتال، عزمه التقدم بالاستقالة عقب النتائج.
وأضاف في كلمة أن النتائج تظهر عدم وجود أغلبية مطلقة في البرلمان، إلا أنه على استعداد تام "للقيام بالمطلوب منه إذا ما تطلب الأمر ذلك".