أقرت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية تعديلات من شأنها أن تفتح الباب لإطلاق صناديق مؤشرات متداولة خاصة بعملة الإيثريوم، وهي ثاني أكبر العملات المشفرة في العالم من حيث القيمة السوقية بعد البيتكوين.
وجاءت الموافقة على إدراج ثمانية صناديق لعملة الإيثريوم إلا انها لا تزال بحاجة لاستكمال الإجراءات قبل بدء تداولها في الأسواق.
ويأتي القرار بعد أقل من ستة أشهر على موافقة الهيئات التنظيمية الأميركية على إطلاق صناديق خاصة بالبتكوين والتي جذبت تدفقات وصلت إلى 12 مليار دولار، وفقًا لشركة FactSet.
وكان من المتوقع في أواخر شهر مايو اتخاذ قرار بشأن صناديق الإيثر، حيث تزامن ذلك مع الموعد النهائي للجنة الأميركية للبت في مصير صندوق VanEck Ethereum ETF.
كما بدأت العديد من الشركات الراعية لصناديق الاستثمار المتداولة بالبيتكوين - بما في ذلك بلاك روك (BlackRock) وBitwise و Galaxy Digital - عملية إطلاق صندوق خاص بالاثير.
وارتفع سعر الايثر بنسبة 2 بالمئة، وذلك بعد قفزة بنسبة 20 بالمئة في وقت سابق من الأسبوع ترقبًا لقرار الخميس. وقد يتريث بعض المستثمرين أيضًا، لأن موافقة اللجنة على تغيير القواعد لا تضمن إطلاق جميع الصناديق المقترحة.
وبشكل محدد، فإن أمر اللجنة يوافق على طلبات من عدة بورصات لإدراج ثمانية صناديق إيثريوم مختلفة. ولا يوافق الأمر من الناحية الفنية على الصناديق نفسها ولا يحدد تاريخًا لبدء تداولها.
ومن المتوقع أن تكون صناديق الاستثمار المتداولة للإيثريوم أصغر حجما، على الأقل في البداية، من نظيراتها الخاصة بالبيتكوين. حيث تبلغ قيمة أصول صندوق Grayscale Ethereum Trust حاليًا حوالي 11 مليار دولار، وهو أقل بكثير مما كان عليه صندوق البيتكوين للشركة قبل تحويله.
ويعتبر اعتماد صناديق الايثر مؤشرًا على أن موقف هيئة الأوراق المالية الأميركية تجاه العملات المشفرة قد أصبح أكثر تساهلا، بعد سلسلة من المعارك القانونية. وكانت اللجنة قد خسرت دعوى قضائية ضد Grayscale في عام 2023 مما حفز على الموافقة على منتجات البيتكوين.
كما خضعت جهود لجنة الأوراق المالية والبورصات لتنظيم العملات المشفرة للتدقيق من قبل السياسيين. حيث أصدر مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي قرارًا بسحب نشرة موظفي اللجنة حول القواعد المحاسبية للأصول المشفرة.
الاثير هي ثاني أكبر عملة رقمية وأصبحت إلى جانب البيتكوين عملة قوية وموثوقة، على الرغم من اختلاف خصائص قيمتها بشكل ملحوظ. بينما يُنظر إلى البيتكوين في المقام الأول كمخزن طويل الأجل للقيمة، يُعتبر الاستثمار في الإيثر أقرب إلى الاستثمار في التكنولوجيا في مراحلها الأولى.
وتُشغّل عملة الاثير شبكة إيثريوم، التي تدعم تطبيقات مختلفة، مثل مشاريع التمويل اللامركزي (DeFi) والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) أو عملية ترميز الأصول في العالم الواقعي مثل السلع والأوراق المالية والفن والعقارات والمزيد.
والترميز هي عملية إنشاء تمثيل رقمي لشيء حقيقي. يمكن استخدام الترميز لحماية البيانات الحساسة أو لمعالجة كميات كبيرة من البيانات بكفاءة.
وقال ريتشارد كير، الشريك في شركة المحاماة K&L Gates، إن التطبيقات التي تمت الموافقة عليها الخميس لا تنطبق على مشاريع العملات المشفرة الأخرى على شبكة إيثريوم.
وأوضح كير: "في حال تمت الموافقة على منتج مرتبط بالأثير (عملة إيثريوم)، فهذا لا يعني بالضرورة الموافقة على منتج مشابه لأصول رقمية أخرى على منصة إيثريوم."
توفر شبكة إيثريوم أيضًا فرصًا للمشاركة (Staking)، وهي طريقة للمستثمرين لكسب فائدة على حيازاتهم من الإيثر عن طريق تجميد الرموز المميزة على الشبكة لفترة زمنية محددة - على الرغم من أن صناديق الاستثمار المتداولة للعملات المشفرة (ETFs) الخاصة بالإيثريوم في الولايات المتحدة قد لا تشارك في ذلك. حيث اتهمت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) في دعاوى قضائية ضد كل من كوين بيز (Coinbase) وكراكن (Kraken) بأن عروض خدمات المشاركة (Stakino-no-no-ng-as-a-service) تعد أوراق مالية غير مسجلة. نتيجة لذلك، قامت كل من Ark و Fidelity و Grayscale بتحديث طلباتهم هذا الشهر لإزالة المشاركة من عروضهم.
يقول ستيفن لوبكا، المدير الإداري في Swan Bitcoin ورئيس Swan Private، إن عدم وجود ميزة المشاركة في صناديق الاستثمار المتداولة للعملات المشفرة الخاصة بالإيثر يعد سببًا آخر لضعف الطلب المتوقع عليها مقارنة بنظيراتها من صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين.
وقال لوبكا: "لن تتماثل هذه الأرقام مع التدفقات الداخلة لصناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين، وهناك بعض الاختلافات الهيكلية في المنتج تجعله أقل جاذبية بشكل عام".