غيّر مؤتمر المناخ COP28، الذي عقد في دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر الماضي، الطريقة التي يتعامل بها العالم مع هدف خفض صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لمعالجة تغير المناخ.
ووفقًا للإعلان الرسمي عن اتفاقية سياسية كاملة بين المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي، قررت أوروبا إنشاء إطار عمل لإصدار شهادات إزالة الكربون لمصادرة وإزالة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للتعويض عن انبعاثات النطاقين 1 و 2 للشركات الأوروبية والمساهمات المحددة وطنيا للقارة العجوز.
يُذكر أن خيار تعويض الكربون مدرج بالفعل في قانون المناخ الوطني لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
ومع تزايد هذا الاهتمام بقضايا المناخ تظهر أهمية تسليط الضوء على الشركات العاملة في هذا المجال ومنها: شركة Blue Marble Disruptive Technologies، التي تعد واحدة من الشركات الأوروبية الرائدة في مجال خفض الانبعاثات وتعويض الكربون التي تحول السوق من خلال تقنيات المناخ الخاصة بها.
في عام 2020 تأسست شركة Blue Marble في العاصمة اليونانية أثينا، بهدف تقليل الانبعاثات بشكل مربح وتقديم الحياد الكربوني كخدمة ذات قيمة مضافة للشركات.
الشركة تدعم الشركات والمستهلكين، كما تشجع على اتباع نهج تعاوني وعادل لتحقيق الحياد الصفري باستخدام طرق وأساليب معتمدة.
وتعد الشركة متخصصة في تقديم تقييمات شاملة مصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات الفريدة للشركات التي تسعى إلى تحسين استهلاكها للطاقة، وتقليل انبعاثات الكربون بشكل مربح، وتعزيز الاستدامة البيئية الشاملة.
عن طريق حلولها المناخية المتطورة والفريدة، تقوم الشركة بإتاحة تحقيق الحياد الكربوني للجميع، وذلك من خلال منح المستهلكين الحق في تعويض صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للمنتجات والخدمات التي يشترونها، بمجرد التزام الشركات بإزالة الكربون.
قيمة شركة بلو ماربل تكمن في خفض انبعاثات الكربون بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة
تتوافق خدمات بلو ماربل تمامًا مع مبادرة الأهداف المستندة إلى العلم (SBTi)، وهي الإطار العالمي الرائد لتحديد أهداف صافي انبعاثات الكربون للشركات بما يتماشى مع علوم المناخ.
تعويضات الكربون ليست بديلاً عن خفض الانبعاثات، ولكنها مسؤولية أساسية على الشركات فيما يتعلق بالانبعاثات المتبقية لأهدافها الخاصة، بما في ذلك الأهداف قصيرة الأجل، بما يتماشى مع صافي الانبعاثات الصفرية للمجتمع.
تحظى بلو ماربل باعتماد المعيار الذهبي لإدارة وحدات اعتماد الكربون الطوعية (VCCs) المعتمدة بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والتحقق منها مقابل أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وتتخصص الشركة أيضا في إضافات الوقود المبتكرة والتي تقلل من الانبعاثات واستهلاك الوقود، والعمليات التحفيزية الحديثة التي تحول الانبعاثات الضارة إلى طاقة متجددة ومواد صديقة للبيئة. بالإضافة إلى الإنتاج الحديث للطاقة الحرارية الخضراء، وعمليات تدقيق الطاقة والاعتمادات الكربونية الطوعية (شهادات اختيارية لتعويض انبعاثات الكربون).
ما هي تعويضات الكربون؟
تعتبر أرصدة الكربون حلاً مثالياً للانبعاثات التي لا يمكن تجنبها، وتلجأ الدول أو الشركات عادة إلى شراء أرصدة الكربون التي تمنحها الحق في إطلاق كميات إضافية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أو الغازات الدفيئة الأخرى من المشروعات التي لديها كميات أقل من الانبعاثات أو الدول التي تمتلك أصولاً تمتص الكربون مثل الغابات المطيرة.
تكتسب الدول التي تنجح في خفض انبعاثاتها أرصدة كربونية تستطيع بيعها للدول التي تتجاوز مستهدفاتها من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أو غازات الدفيئة، على أن توجّه تلك الأموال إلى الاستثمارات الخضراء مثل بناء مشروعات جديدة للطاقة النظيفة أو تحلية المياه أو زراعة الأشجار.
يعادل رصيد الكربون الواحد القابل للتداول طناً واحداً من ثاني أكسيد الكربون أو ما يعادله من غازات دفيئة مختلفة تم تخفيضها أو عزلها أو تجنبها، وبمجرد بيعه لا يمكن تداوله مرة أخرى.
ومن المتوقع أن يصل الطلب على تعويضات الكربون إلى 1.2 مليار طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول نهاية هذا العقد و5.38 غيغا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في عام 2050، وفقاً لـ"بلومبرغ" المتخصصة في أبحاث الطاقة.
أسواق الكربون في العالم
بدأ نظام تجارة الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي عام 2005، وهو أكبر سوق للكربون في العالم، وساعد هذا النظام على تقليل انبعاثات الكربون بنسبة تتجاوز 20 ب المئة بحلول عام 2020، وظهرت تعويضات الكربون في الولايات المتحدة عام 2013، بينما انطلقت رسمياً في الصين في 2021.
وعلى صعيد العالم العربي، أعلنت دولة الإمارات إطلاق سوق دبي العالمية للكربون عام 2019، وتخطط دبي لتقليل انبعاثاتها الكربونية بقيمة 50 مليون طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنوياً بحلول عام 2030.
وفي عام 2020، أعلنت الأردن إطلاقها سوق الكربون، وفي عام 2021، أعلن صندوق الاستثمارات العامة مع مجموعة تداول السعودية عن مبادرة السوق الطوعية لتداول الائتمان الكربوني.
وأطلقت مصر سوق الكربون على هامش فعاليات قمة المناخ "كوب27" الذي استضافته في عام 2022 في مدينة شرم الشيخ.