قفزت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، الجمعة، بعد تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، التي زادت ثقة المتداولين في أن البنك المركزي الأميركي قد أكمل تشديد سياسته النقدية وقد يخفض أسعار الفائدة اعتبارًا من مارس.
خلال خطاب ألقاه في كلية سبيلمان في أتلانتا، اعترف جيروم باول، بأن من السابق لأوانه استبعاد المزيد من رفع أسعار الفائدة أو البدء في مناقشة الخفض.
ويرى تاي وونغ، تاجر معادن مستقل في نيويورك: "يركز ثيران الذهب (هم المتداولون الذين يحتفظون بتداول شراء) بشكل انتقائي على تعليق باول بأن سعر الفائدة يقع في منطقة تقييدية وهو ما يعزز السرد القائل بأن التخفيضات ستأتي عاجلا أم آجلا، متجاهلين بوضوح تحذيره من أنه من السابق لأوانه التكهن بتخفيض أسعار الفائدة".
وبناء على التعليقات الأخيرة التي أدلى بها جيروم باول، زادات توقعات الأسواق المالية لبدء خفض أسعار الفائدة في مارس 2024، وتشير التوقعات إلى أن أسعار الفائدة قد تنخفض إلى أقل من 4 بالمئة بحلول نهاية العام المقبل.
تؤدي أسعار الفائدة المنخفضة إلى تقليل التكلفة البديلة للاحتفاظ بالذهب، الذي لا يقدم أي عائد. ومع ذلك، هناك مخاوف من أن أسعار الذهب ربما تكون قد أصبحت مبالغ فيها، حيث أن السوق لديها تاريخ في أخذ توقعات السياسة النقدية في الاعتبار قبل الأوان.
ويحذر سوكي كوبر، المحلل في بنك ستاندرد تشارترد، من أن أسعار الذهب قد تكون قد دخلت منطقة ذروة الشراء وأن السوق قد تقوم بتسعير تخفيضات أسعار الفائدة المستقبلية بشكل غير مبرر.
ومما عزز جاذبية السبائك، تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى في 12 أسبوعًا وتراجع مؤشر الدولار 0.3 بالمئة.
يتوقع إيفرت ميلمان، كبير محللي السوق في جينزفيل كوينز، أن تستمر الارتفاع الحالي في أسعار الذهب حتى نهاية العام. ويعتقد أن إمكانية اختبار الذهب لأعلى مستوياته القياسية مجدداً أمر وارد.
التغير في الأسعار
ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 1.7 بالمئة إلى 2070.9 دولار للأونصة في ختام تداولات الجمعة، بعد أن سجل مكاسب بنحو 54 دولارا ما يعادل 2.6 بالمئة في نوفمبر في ثاني زيادة شهرية على التوالي، وكان سجل في أكتوبر الماضي مكاسب بنحو 135 دولارا للأونصة ما يعادل 7.4 بالمئة.
وسجل الذهب مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي وبلغت مكاسب الأسبوع الماضي المنتهي في الأول من ديسمبر نحو 3.6 بالمئة.
وجرت تسوية عقود الذهب الأميركية الآجلة مرتفعة 1.6 بالمئة عند مستوى قياسي عند 2089.7 دولار، وعززت مكاسبها بعد التسوية إلى 2091.7 دولارا للأونصة.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.9 بالمئة إلى أعلى مستوى في أكثر من 6 أشهر عند 25.47 دولار للأونصة محققة مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي، وارتفع البلاتين بنسبة 0.6 بالمئة إلى 932.44 دولار للأونصة، في حين خسر البلاديوم 0.3 بالمئة إلى 1004.9 دولار للأونصة.