يبدو أن الزيادة الكبيرة التي كانت متوقعة لأسعار النفط لن تحدث، بل على العكس، تتجه أسعار النفط إلى التراجع.
وقبل أسابيع، كانت التوقعات تشير إلى أن أسعار خام برنت ستتجه للارتفاع إلى مستويات 100 دولار للبرميل.
وكان السبب في التوقعات بارتفاع أسعار النفط هو زيادة الطلب بشكل قياسي على الوقود، مع توجه الدول المصدرة مثل السعودية وروسيا إلى تخفيض عمليات الإنتاج، فضلا عن اندلاع التصعيد في غزة والذي أثار مخاوف حول المعروض النفطي، ما زاد من أسعار الذهب الأسود.
إلا أن التوقعات بارتفاع أسعار النفط قد اختلفت، إذ أن برنت يحوم حول مستويات 80 دولارًا للبرميل، كما أن المخاوف بشأن قلة المعروض تلاشت مع تراجع أرباح المصافي في الصين وأوروبا، فضلا عن ضعف معدلات التجارة العالمية، وحالة عدم اليقين حول أداء الاقتصاد الأكبر في العالم، اقتصاد الولايات المتحدة.
وقال نوربرت روكر، المحلل في شركة "جوليوس باير آند كو" بحسب وكالة بلومبرغ: "يبدو أن السوق تحول من التركيز على المخاوف الجيوسياسية للنظر إلى أساسيات السوق."
وأشار إلى أن الأسعار تأثرت بوجود زيادة وفيرة في الإمدادات، فضلا عن النمو المتزايد في إنتاج النفط، ووجود ركود في الطلب.
كما أضاف أن تراجع أسعار الذهب الأسود يمثل نوعا من الراحة لدول مثل أميركا سياسيا واقتصاديا، حيث أدت أسعار البنزين المرتفعة إلى الضغط على الأسر، وهددت بأن تصبح عبئًا سياسيًا على الرئيس الأميركي جو بايدن.
كما أنها تمثل فترة هدوء للبنوك المركزية مثل الاحتياطي الفيدرالي، والذي يسعى إلى إنهاء سلسلة طويلة من زيادات الفائدة لكبح التضخم.