أطلقت بلديات وهيئات تركية حملة شعبية لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية أو المنتجات التي يتهموها بدعم إسرائيل في حربها على قطاع غزة منذ شهر والتي سقط فيها أكثر من عشرة آلاف قتيل وعشرات الآلاف الجرحى.
وتعززت حملات المقاطعة، عقب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي أعرب خلالها عن تضامنه مع غزة، معتبرا حماس جماعة مقاومة وتمتلك الحق في الدفاع عن الشعب الفلسطيني ضد قوى الاحتلال الإسرائيلي.
وتضمنت حملات المقاطعة العديد من المنتجات والعلامات التجارية الإسرائيلية والداعمة لها من عصائر وألبان ومنظفات والقهوة والشاي والحلوى والمثلجات والفواكه والخضروات والمشروبات الكحولية والغازية.
مشاركة البرلمان
بدوره أزال البرلمان التركي منتجات شركتي كوكا كولا ونستله من قوائم مطاعمه الثلاثاء، بسبب ما قال إنه دعم لإسرائيل في ظل الصراع الدائر في غزة، بحسب بيان للبرلمان.
وجاء في بيان البرلمان "تقرر عدم بيع منتجات الشركات التي تدعم إسرائيل في المطاعم والكافتريات والمقاهي الموجودة في حرم البرلمان"، دون أن يذكر البيان شركات بالاسم.
وأضاف البيان أن رئيس البرلمان نعمان قورتولموش هو من اتخذ القرار دعما "للوعي العام فيما يتعلق بمقاطعة منتجات الشركات التي أعلنت صراحة دعمها لجرائم الحرب الإسرائيلية وقتل الأبرياء في غزة".
انتشار واسع
كما أطلقت 24 بلدية في إسطنبول حملة مقاطعة ضد منتجات الشركات العالمية التي اتهمتها بدعم تل أبيب، وقالت إنها لن تبيع المنتجات ذات المنشأ الإسرائيلي.
وبدعوة من مديرية مقاطعة إسطنبول التابعة لحزب العدالة والتنمية، تداولت بلديات المنطقة بيانات متتالية على وسائل التواصل الاجتماعي، تفيد بمقاطعة المنتجات والشركات التي تعلن دعمها لإسرائيل.
وأظهرت البلديات التي أيدت حملة المقاطعة أنها لن تسكت على الشركات التي دعمت القصف الإسرائيلي في قطاع غزة.
تراجع التبادل التجاري
وانعكس صدى تلك المقاطعة على حجم التجارة بين تركيا وإسرائيل، حيث صرح وزير التجارة التركي عمر بولات، الثلاثاء، أن التجارة مع إسرائيل انخفضت بنسبة 50 في المائة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر.
وفي السنوات الأخيرة، كانت تركيا واحدة من أكثر الدول التي تستورد منها إسرائيل، حيث احتلت المرتبة الخامسة بعد الصين والولايات المتحدة وسويسرا وألمانيا.
ووصلت أرقام الواردات من تركيا، التي تحقق نموا مضاعفا سنويا منذ عام 2019، إلى 7 مليارات دولار في عام 2022.
غضب شعبي
المحلل التركي، جودت كامل، يقول لسكاي نيوز عربية، إن المقاطعة نأتي ضمن الهبة الشعبية التي تعبر عن غضبها تجاه ما تقوم به القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، من قصف المدنيين وقتل الأطفال وبالتالي فالشعب التركي مثل سائر البلدان يرفض ما يحدث، ويحاول المشاركة بشكل ما وكانت عن طريق المقاطعة.
وأضاف كامل، أن العلاقات الاقتصادية بين أنقرة وتل أبيب كانت في تحسن مستمر وعادت لسابق عهدها، لكن الحرب في غزة وجهت لها ضربة كبيرة، حيث تراجع التبادل التجاري إلى النصف خلال الشهر الماضي.
وأشار إلى أن الحكومة التركية حاولت منذ بداية الحرب استغلال علاقاتها الجيدة بكل الأطراف سواء حركة حماس أو إسرائيل، ولكن الموقف الإسرائيلي كانت متعنتا ولم يكن هناك صدى كبير للوساطة التركية التي حاولت التوسط في ملف الأسرى.
رد إسرائيلي
ولاقت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمقاطعة التركية، نفير لدى إسرائيل مما جعلها توجه متاجرها الكبرى لمنع بيع المنتجات التركية.
وأرسل اتحاد المزارعين الإسرائيليين رسالة إلى الأسواق الكبرى بخصوص هذه القضية، يطلب فيها وضع ملصقات على المنتجات المحلية في الأسواق والتضامن مع المزارعين المتضررين من الحرب.
وعقب الجدل حول الطماطم، أعلنت العديد من سلاسل الأسواق توقفها عن استيراد الطماطم من تركيا، فيما ذكرت وزارة الزراعة في البيان أن 6 سفن محملة بالفواكه والخضروات من تركيا كانت في طريقها إلى البلاد مطلع الشهر الجاري.
من المتوقع أن تؤدي المقاطعة الكاملة للطماطم الواردة من تركيا إلى نقص العرض في إسرائيل، لأن الطماطم المنتجة محلياً تلبي نصف الطلب فقط.