لم يقرر البنك المركزي الأوروبي بعد ما يجب فعله هذا الشهر بخصوص مسار رفع الفائدة، لكن يبدو أن نهاية دورة رفع أسعار الفائدة تقترب، وفقًا لعضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي فرنسوا فيليروي دي غالو.
وقال دي غالو، وهو أيضاً محافظ البنك المركزي الفرنسي، "البنك لم يتخذ حتى الآن قراراً بشأن رفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقرر في وقت لاحق الشهر الجاري".
وتابع قائلا: "لا تزال خياراتنا مفتوحة خلال الاجتماع، كما هي الحال بالنسبة للاجتماعات التالية"، مضيفا "نحن قريبون، أو قريبون للغاية، من ذروة أسعار الفائدة، ولكننا لا نزال بعيدين من النقطة التي نتصور خلالها خفض أسعار الفائدة".
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان مسؤولو البنك سوف يقررون رفع سعر الفائدة على الودائع إلى 4 بالمئة أم لا، قال دي غالو إن "من المهم التركيز على المدى الزمني الذي سوف تظل خلاله تكاليف الاقتراض عند ذروتها، بدلاً من الترتيبات الدقيقة للوصول إلى هذه الذروة"، موضحا أن "الفترة الزمنية أكثر أهمية من المستوى".
أعلى معدلات فائدة في 22 عاما
ورفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقدين، وبدأ الجدل بين واضعي السياسات يتصاعد حول ما إذا كان يجب التوقف مؤقتاً، خصوصا في مواجهة العلامات المتزايدة على الضعف الاقتصادي.
وقام البنك المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة من سالب 0.5 بالمئة إلى 3.75 بالمئة خلال ما يزيد قليلاً على عام لمكافحة ارتفاع التضخم، الذي بدأ في التراجع منذ ذلك الحين.
ومن المقرر أن يجتمع المركزي الأوروبي في 14 سبتمبر، ليقرروا ما إذا كان التباطؤ الأخير للاقتصاد هو سبب كافٍ لإبقاء أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الأولى منذ بدء حملة التشديد التاريخية للبنك المركزي الأوروبي قبل أكثر من عام. وأشار البعض إلى أنهم قد يدعمون زيادة أخرى، حيث لا يزال التضخم في منطقة اليورو أعلى من 5 بالمئة.
انقسام بين مسؤولي المركزي الأوروبي
من جابنه، أكد نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي لويس دي غويندوس، بأن التوقعات الجديدة سوف تظهر أن النظرة المستقبلية للبنك حيال التضخم لم تختلف خلال فصل الصيف، رغم أن الآفاق الاقتصادية قد ساءت خلال تلك الفترة.
ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن غويندوس قوله، خلال اجتماع في مدينة سانتاندير الإسبانية، إن صناع السياسات لم يستخلصوا بعد أي نتائج بشأن ما إذا كان يجب زيادة أسعار الفائدة مجدداً أم لا.
وأضاف أنه "بالنسبة لشهر سبتمبر، لا يزال القرار مطروحا، ولا يزال البنك ينتظر توافر بعض البيانات".
وأشار غويندوس إلى أن التوقعات بالنسبة للنمو الاقتصادي "أسوأ مما كنا نتوقع في يونيو الماضي، في حين أن التوقعات الخاصة بالتضخم مشابهة لتوقعاتنا في يونيو".
وتابع قائلا: "البنك المركزي الأوروبي يدخل المرحلة الأخيرة من سلسلة التشديد المالي، وسوف تتوقف أي قرارات مستقبلية على نتائج الجولة الثانية وتوقعات التضخم".
يذكر أن معدل التضخم في منطقة العملة الأوروبية الموحدة توقف عن التباطؤ في أغسطس الماضي، وظل عند نسبة 5.3 بالمئة، بزيادة بواقع مثلين ونصف المثل عن النسبة المستهدفة من البنك المركزي الأوروبي.
هل وصل المركزي الأوروبي لنهاية الطريق برفع الفائدة؟
يعتقد بنك الاستثمار الأميركي مورغان ستانلي، أن أحدث الأرقام الاقتصادية تشير إلى أن البنك المركزي الأوروبي لن يرفع أسعار الفائدة أكثر من ذلك.
وقال محللو البنك إن البيانات التي صدرت هذا الأسبوع تظهر تباطؤ التضخم في منطقة اليورو في أعقاب علامات على تدهور سريع للاقتصاد، الأمر الذي يرجح الكفة أكثر لصالح توقف مؤقت هذا الشهر.
وكتب اقتصاديون من بينهم ينس آيزنشميدت في مذكرة للعملاء: "لقد قمنا بتغيير دعوة البنك المركزي الأوروبي ونتوقع توقفًا مؤقتًا في سبتمبر".... "نرى الآن سعر الفائدة النهائي عند 3.75 بالمئة".
ووسط انقسام واضح لمسؤولي المركزي الأوروبي، رجح ريتشارد فلاكس، مدير الاستثمارات في شركة "مانيفارم" أن "تستعر المعركة ما بين الصقور والحمائم قبل القرار المقبل للمركزي الأوروبي".
وأضاف: "بدأت الأسواق تترقب تعليقاً محتملاً في زيادة معدلات الفائدة خلال اجتماع المصرف المركزي الأوروبي في سبتمبر. لكن مع بقاء التضخم عند مستويات مرتفعة، لا يمكننا استبعاد زيادات إضافية في معدلات الفائدة قبل نهاية السنة".
وبدوره قال المحلل في "كابيتال إيكونوميكس" جاك آلن رينولدز إن المفاجأة المحدودة التي حققها التضخم الإجمالي في منطقة اليورو في أغسطس تعود بالكامل إلى أسعار الطاقة، في حين أن التضخم الأساسي تراجع بشكل محدود.
وتابع قائلا: لا نعتقد بأن هذه البيانات ستؤدي إلى ترجيح الكفة لدى البنك المركزي الأوروبي، خلال اجتماعه المقبل، مرجحاً أن يعاود تراجع أسعار الاستهلاك الشهر المقبل ويستمر خلال الأشهر المقبلة.