تمكن قطاع السفر الجوي، من تأكيد معدلات نموه المستمر خلال شهر أبريل، بدعم من شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حسب اتحاد النقل الجوي الدولي "إياتا".
وحققت حركة السفر الجوي الدولية 90.5 بالمئة من مستويات ما قبل "كوفيد-19"، بعد ارتفاعها بنسبة 48 بالمئة خلال أبريل على أساس سنوي.
وجرى خلال هذا الأسبوع، اجتماع الجمعية العامة السنوية للاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" في إسطنبول، لمناقشة التحديات التي يواجهها القطاع، في طريقه للوصول، بل وتخطي، مستويات ما قبل وباء كورونا.
يستهدف القطاع، استعادة الـ 4.5 مليار مسافر المسجلين عام 2019، وفيما يتعلق بإيرادات الركاب بالكيلومترات، وهو أحد المؤشرات المرجعية للقطاع، فقد تجاوزت شركات الطيران للمرة الأولى في أبريل المستويات التي سجلتها قبل أربع سنوات على الخطوط الداخلية.
هذه النسب تم الوصول إليها رغم أسعار تذاكر السفر المرتفعة جدا، ففي فرنسا خلال أبريل، ارتفعت الأسعار بمعدل الثلث، مقارنة مع الشهر نفسه قبل أربع سنوات بحسب الإدارة العامة للطيران المدني.
لكن هذا لا يمنع الشركات من ملء الحجوزات الخاصة بالموسم السياحي الصيفي الحاسم في نصف الكرة الشمالي، كما يقول محللو القطاع.
في منتصف أبريل، كانت مبيعات تذاكر السفر في الأسواق الداخلية أعلى بمعدل 20 بالمئة، من تلك المسجلة في الفترة نفسها قبل اربع سنوات بحسب "إياتا"، التي عزت هذه الديناميكية إلى إنهاء سياسة "صفر كوفيد" في الصين.
وخلال فترة الوباء، أفلست بعض الشركات، لكن شركات أخرى وبدعم من الدول وإعادة هيكلتها، خرجت بأرباح أكبر.
أما في أوروبا، فقد عادت معظم شركات النقل الكبرى إلى تحقيق أرباح في 2022، ما أتاح لها البدء بخفض ديونها أو حتى التفكير بعمليات اندماج مع منافسين أضعف.
التحديات
على عكس العواصم الأوروبية، عدد كبير من الدول لم تقطع علاقاتها مع موسكو بعد الأزمة الأوكرانية، ولا يزال بإمكانها ليس فقط تنظيم رحلات من والى روسيا، وأنما خصوصا التحليق فوقها كسبا للوقت والمال.
أضف إلى ذلك، أن قطاع النقل الجوي يواجهة أزمة مناخية وجودية، ولا سيما أنه يساهم حاليا بحوالى 3 بالمئة من الانبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكربون، وهو رقم من شأنه ان يرتفع في حال لم يتم القيام بأي خطوة.
فبعد تعهدات باجماع بين الدول على تحقيق "صفر انبعاثات" بحلول 2050، تراهن الشركات الناقلة بغالبيتها على وقود غير أحفوري للمساهمة بالوصول إلى ذلك، وهو وقود سعره مرتفع أكثر من الوقود التقليدي، لذا تحاول الولايات المتحدة وأوروبا، خفض الأسعار المرتفعة لهذه المنتجات.
وإلى جانب ارتفاع تكلفة التذاكر، وارتفاع قيمة الوقود، يعاني القطاع من النقص الشديد للعمالة بعد أزمة كورونا، خصوصا الطيارين.