تعتزم "أدنوك"، الإماراتية استكشاف فرص دعم تحقيق الحياد المناخي في القطاع الصناعي من خلال التعاون مع ممثلي حكومة ولاية شمال الراين- ويستفاليا الألمانية والجهات الصناعية هناك لإنشاء سلسلة قيمة للأمونيا منخفضة الكربون.
جاء هذا الإعلان بعد توقيع مذكرة تفاهم بين كل من حكومة ولاية شمال الراين- ويستفاليا و"أدنوك" وشركة جي أم بي أتش آند كو. أو أتش جي "كورينتا"، مزود خدمات الصناعة الكيمياوية والتي تدير وتشغل مجمع "تشيمبارك" للكيماويات الذي يعد أحد أكبر المواقع الكيماوية في أوروبا، كما تمتلك مواقع أخرى في ليفركوزن، ودورمارغن وكريفيلد-أويردينغن ، في شمال الراين ويستفاليا.
وتستخدم الأمونيا كوقود منخفض الكربون في مجموعة واسعة من التطبيقات الصناعية، بما في ذلك النقل وتوليد الكهرباء وعدد من الصناعات الأخرى مثل إنتاج الصلب والأسمنت والأسمدة.
وقع مذكرة التفاهم في مدينة دوسلدورف الألمانيا كل من منى نويباور، نائبة رئيس وزراء شمال الراين وستفاليا، ووزيرة الدولة للاقتصاد والصناعة وحماية المناخ والطاقة، ومصبح الكعبي، الرئيس التنفيذي لقطاع الحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي في "أدنوك"، وفرانك هايلمار، الرئيس التنفيذي لشركة "كورينتا".
وبهذه المناسبة، قالت منى نويباور: "سنبذل قصارى جهدنا لتوسعة قدرات توليد الطاقات المتجددة وإنتاج مواد أخرى ناقلة للطاقة المحايدة مناخياً مثل الهيدروجين الأخضر. ومن الواضح أيضاً أننا بحاجة لاستيراد مصادر مختلفة للطاقة الخضراء بكميات كبيرة لتلبية احتياجاتنا وتحقيق أهدافنا في حماية المناخ. ونحن نعمل الآن على إبرام شراكات وإنشاء بنية تحتية واسعة للاستيراد لتوفير احتياجات قطاعنا الصناعي، حيث نستند على التعاون مع العديد من الدول".
وتركز مذكرة التفاهم بشكلٍ أساسي على إنتاج ونقل الأمونيا منخفضة الكربون واستخدامها كوقود في توليد الطاقة، بما في ذلك اختبارها على نطاق صناعي في موقع شركة "كورينتا" في مدينة دورماغن بألمانيا.
من جانبه، قال مصبح الكعبي: "تشهد أعمال ونشطات أدنوك في مجال الأمونيا نمواً متسارعاً بفضل موارد الطاقة الوفيرة والتنافسية التي تمتلكها دولة الإمارات. وبصفتها مزوداً عالمياً مسؤولاً للطاقة، تلتزم أدنوك بالمساهمة في تلبية الطلب العالمي المتزايد على مصادرها منخفضة الانبعاثات، ويسرنا التعاون مع حكومة ولاية شمال الراين-ويستفاليا وشركة كورينتا في هذا المجال للمساهمة في الحد من الانبعاثات في المركز الرئيسي لقطاع الصناعي الألماني".
بدوره، قال فرانك هايلمار: "تمتلك الأمونيا قدرة كبيرة في الحد من الانبعاثات، باعتبارها وقود حاملة للهيدروجين على سبيل المثال، أو كوقود يستخدم في توليد الحرارة. وبفضل إدراتها وتشغيلها لمجمع للكيماويات مع محطات كبيرة لتوليد البخار والحرارة، تراقب كورينتا عن كثب لمعرفة ما إذا كانت ستنجح في تطوير هذه الإمكانات. ويمثل تطوير سلاسل التوريد العالمية للأمونيا عامل مهم في هذا المجال، لذلك نحن نرحب وندعم التزام ولاية شمال الراين-ويستفاليا بالعمل مع أدنوك لتطوير سلاسل القيمة للأمونيا منخفضة الكربون".
يشار إلى أن "أدنوك" استثمرت بالفعل في الأمونيا منخفضة الكربون، حيث يتم التقاط ثاني أكسيد الكربون المنبعث من العمليات الإنتاجية للشركة وتخزينه تحت الأرض. وفي مايو 2021، أعلنت الشركة عن تطوير مشروع عالمي جديد لإنتاج الأمونيا منخفضة الانبعاثات، في منطقة الكيماويات الصناعية ضمن منظومة "تعزيز" الصناعية المتكاملة في الرويس في أبوظبي، بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون طن متري سنوياً. كما نجحت "أدنوك" في توسعة شراكاتها الاستراتيجية بشكل كبير في مجال الطاقة على امتداد سلسلة القيمة لوقود الهيدروجين من خلال إرسال شحنات تجريبية من الأمونيا منخفضة الكربون إلى عملاء الشركة في ألمانيا وآسيا لاختبار استخدامها في عدة مجالات.
وتستثمر "أدنوك" كذلك في الطاقة المتجددة، من خلال امتلاكها لحصة في شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، أكبر شركات الطاقة النظيفة في العالم، والتي تهدف لترسيخ مكانة دولة الإمارات في ريادة جهود الانتقال في قطاع الطاقة.