يستعد لبنان خلال الأسبوعين المقبلين للاحتفال بعيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة، ويعول أصحاب المرافق السياحية من فنادق ومطاعم وملاه على نسبة إشغال مرتفعة، تساهم في التخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تتزامن مع الاستعصاء السياسي والفراغ الرئاسي مفتوح الأجل.
وتبقى الأوضاع السياسية المقبلة، حسب المعنيين في القطاع السياحي، المحرك الرئيسي لاستقطاب الزوار وتعويض جزء من الخسائر، خصوصا مع اقتراب موسم التزلج في لبنان.
وترجح الجهات الاقتصادية وأصحاب المرافق السياحية أن يحمل موسم الأعياد إلى السوق اللبنانية مدخلات كبيرة من العملات الصعبة، متوقع صرفها في الأسواق والفنادق والمطاعم.
إقبال وتفاؤل
وقال نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن هناك إقبالا يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني، وتفاؤلا بتشغيل اليد العاملة وتنشيط مصالح المواطنين.
وتابع: "هناك نوعان من السياح في لبنان، وفي رأس القائمة من يزورون البلد باستمرار في مثل هذه الأوقات ومعظمهم من العرب، والمغتربون الذين يعودون لقضاء فترة الأعياد فقط في ربوع بلدهم وبين الأهل والأقارب".
وكشف الأشقر أن نسبة الإشغال في الفنادق الكبيرة في بيروت ارتفعت بشكل ملموس مؤخرا، ووصلت نسبة الحجوزات فيها إلى حوالي 9 آلاف غرفة، بينما ارتفع العدد إلى 17 ألفا خارج العاصمة في أسبوعي الأعياد نهاية شهر ديسمبر، و"بعض هذه الفنادق أعاد فتح أجنحة كان قد أغلقها سابقا".
وأضاف: "يقضي معظم اللبنانيين أسبوع عيد الميلاد في المنازل، لكن في نهاية العام تنشط الفنادق والمطاعم والمقاهي مع تشغيل عال في بيروت وجوارها، وكذلك في المناطق التي تحتوي على وجهات ومراكز سياحية مهمة".
وحسب نقيب أصحاب الفنادق، فقد تنشط مواقع التزلج والسياحة الشتوية في حال تساقط الثلوج في فاريا واللقلوق والأرز، وكذلك مناطق جونية والبترون الساحليتين.
وختم الأشقر حديثه قائلا: "نعول على الأسبوع الأخير من العام وعلى ليلة رأس السنة تحديدا، لتنشيط السياحة وقطاع الفنادق والمطاعم".
حجوزات ناشطة
وفي السياق ذاته، قال نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان خالد نزهة، إن القطاع يعلق آمالا كبيرة على هذا الموسم السياحي القصير نسبيا، فـ"الرحلات الجوية ناشطة والحجوزات كاملة، وسيتم تسيير رحلات طيران إضافية لاستيعاب أعداد السياح والمغتربين القادمين إلى لبنان خلال الأيام المقبلة".
وأوضح نزهة لموقع "سكاي نيوز عربية": "مستوى الخدمات والمرافق والمطاعم عندنا جيد وجاهز رغم الصعوبات في التنقل والكلفة العالية لتأمين التيار الكهربائي".
وأضاف: "ننتظر السياح العرب الذين عادة ما يأتون مع عائلاتهم، وأيضا السياح الأجانب، لكن عوائق التنقل وعدم وجود خطوط نقل سريعة وقطارات يصعب مهمة القطاع".
تابع نزهة: "رفع الدولار الجمركي من 1500 ليرة إلى 15 ألف ليرة يؤثر على أسعار المواد الأساسية المستوردة، وسيؤدي إلى رفع الكلفة والأسعار. نفقد القدرة على المنافسة مثلا مع تركيا ومصر القريبتين منا بسبب دعم هذه الدول للقطاعات السياحية كافة".
وختم: "نعول كذلك على السياحة الداخلية للبنانيين، لكن يعيقها أيضا ارتفاع كلفة التنقل بسبب غلاء الوقود، واحتجاز أموال المودعين في البنوك".