أثّرت موجات الحر الشديدة والفيضانات التي ضربت العالم في 2022، على محاصيل المنتجين الرئيسيين للقطن الذي يطلق عليه لقب الذهب الأبيض.
وانعكست التقلبات القاسية للطقس على سلاسل التوريد الخاصة بالأزياء، إذ أثرت الفيضانات على نحو 40 بالمئة من محصول القطن السنوي في باكستان، في حين من المتوقع أن يتراجع إنتاج القطن في الولايات المتحدة الأميركية وهي أكبر مُصدّر للقطن في العالم بنسبة 28 بالمئة بسبب الجفاف.
وتشكل خمس دول هي الصين، الهند، الولايات المتحدة، البرازيل، وأستراليا حوالي 75 بالمئة من إنتاج القطن العالمي الذي أطلق عليه لقب "الذهب الأبيض"، كونه شكل ركيزة أساسية لاقتصادات الدول على مرّ التاريخ.
تنويع المصادر الأولية
يقول كريم إسماعيل وهو رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن موجات الطقس القاسي في 2022 أحدثت جروحاً عميقة في زراعة القطن، وهذا سينعكس حتماً على إمدادات صناعة الموضة، محذراً من أن ما تتعرض له زراعة القطن بسبب الطقس قد يزيد سوءاً في 2023، ومن هنا تأتي الحاجة لضرورة تنويع شركات الألبسة لمصادر المواد الأولية.
وبحسب إسماعيل فإنه رغم مخاوف الركود التي تهدد تراجع الطلب على الألبسة في العالم، فإن سعر رطل القطن سجّل في الآونة الحالية نحو 0.86 دولار بدعم من تخلي المزارعين في أسواق الإنتاج الرئيسية عن جميع محاصيل القطن غير المروي، ولفت إسماعيل إلى أن ما يحد من تأثير هذا التراجع، هو أن نسبة الألياف الصناعية المستخدمة في صناعة المنسوجات باتت تبلغ 65 بالمئة، في حين تراجعت نسبة القطن إلى ما بين 20 بالمئة و30 بالمئة، وبالتالي ومع الركود المتوقع في الأسواق العالمية فإن القدرة الإنتاجية لمصانع الألبسة، ستكون كافية لتلبية حجم الطلب ولن يكون هناك نقص في معروض الألبسة.
بحث عن بديل للقطن
من جهته يقول الأستاذ الجامعي لمادة الاقتصاد في الجامعة اللبنانية الدولية، أحمد خليل، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن الاضطراب الذي يعيشه سوق القطن بسبب الطقس يحتم على صناع الموضة البحث عن بدائل، تضمن استقرار الإنتاج في السنوات المقبلة لتحقيق النمو المستهدف، فسوق الملابس العالمي، حقق عائدات بنحو 1.5 تريليون دولار أميركي في عام 2021 ومن المتوقع أن يحقق نحو 2 تريليون دولار بحلول عام 2026.
ارتفاع الكلفة
ووفقاً لخليل فإن ارتفاع أسعار الألبسة لا يعود فقط للأزمة التي تمر بها صناعة القطن، بل بفعل ارتفاع أسعار مختلف الخامات المرتبطة بهذه الصناعة، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الشحن، مشيراً إلى أن الارتفاع الحاد في أسعار النفط زاد من تكلفة الألياف الاصطناعية التي تنافس القطن بشكل مباشر، حيث يتم إنتاج البوليستر والنايلون والأكريليك من المواد الكيميائية المشتقة من البترول.
جلود صديقة للبيئة
وشدد خليل على ضرورة قيام صناع الموضة بالتركيز على موارد جديدة في صناعتهم، مثل الجلود النباتية الصديقة للبيئة، خاصة أن التقلبات التي سيشهدها الطقس في السنوات المقبلة تعني عدم استقرار في زراعة القطن.