يستكمل الملياردير الأميركي إيلون ماسك مسلسل "إثارة الجدل" بخطواته المتعلقة بإدارة شركة تويتر، فبعد قراره تسريح 50 بالمئة من القوى العاملة في الشركة، لم يستبعد ماسك في حديث أمام موظفي تويتر إمكانية تعرض الشركة للإفلاس.
وتأتي هذه التصريحات الغريبة، بعد أسبوعين من إتمام إيلون ماسك لعملية الاستحواذ على تويتر مقابل 44 مليار دولار، وهذا تحديداً ما دفع بالمراقبين إلى التشكيك في صحة ما قاله، معتبرين أنه "تكتيك" لإخافة الموظفين وتبرير خطواته، إذ لا يمكن لأي شخص أن يشتري شركة تواجه الإفلاس بمليارات الدولارات.
ورغم التشكيك الذي واجهته تصريحات ماسك بشأن الإفلاس، فإن التدقيق في الأرقام المالية لتويتر يُظهر أن كلامه فيه شيء من الحقيقة.
ويقول علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد في الأكاديمية العربية للنقل البحري في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن الهدف الرئيسي من إقدام ماسك على خطوة الاستحواذ على تويتر هو تحقيق الأرباح، ولكن وعند مقاربة الموضوع من الناحية المالية فإنه لا يمكن لتويتر أن تصبح شركة رابحة في حال استمرت في العمل حسب النهج السابق، مشيراً إلى أن هذا الواقع مثبت بالأرقام التي لم تظهر تحقيق تويتر أي أرباح سنوية منذ عام 2019.
ويشرح الإدريسي أن ماسك وفور تسلمه إدارة تويتر، عمد إلى خفض النفقات من خلال تسريح عدد كبير من الموظفين، مشيراً إلى أن هذه الخطوة لا تكفي، إذ يجب العمل على رفع إيرادات الشركة بشكل كبير كي تكون قادرة على الوفاء بالتزاماتها المالية، خاصة أن الأموال التي اقترضها ماسك لإتمام صفقة الاستحواذ سيتم إدراجها كديْن على تويتر.
وشدد الإدريسي على أن الحديث عن إفلاس تويتر سابق لأوانه، إذ يمتلك ماسك وهو أغنى رجل في العالم القدرة على ضخ مزيد من الأموال، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن القول إن ما أعلن عنه هو "تكتيك" لتخويف الموظفين بل لحثهم على الاجتهاد في العمل، لكون الوضع المالي للشركة دقيق ويحتاج للعمل الدؤوب لنقلها الى ضفة الأمان.
من جهته يقول عضو اللجنة التنفيذية في المنتدى الاقتصادي العالمي الدكتور ألفرد رياشي في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن كلام ماسك لا يأتي من فراغ، فصحيح أن الشركة لن تفلس فوراً، إلا أنه وعند التدقيق في الأرقام نجد أن الديون التي تحاصر تويتر ضخمة جداً، وهذا ما دفع بماسك إلى إيصال رسالة إلى الموظفين مفادها "إما العمل حتى إنجاح الشركة وإما الإفلاس".
ويلفت رياشي إلى أن ماسك اشترى تويتر مقابل 44 مليار دولار، حيث قام باقتراض نحو 13 مليار دولار من البنوك لإتمام هذه الصفقة، وهذا ما جعل الشركة تواجه مدفوعات فائدة، تصل قيمتها إلى نحو 1.2 مليار دولار في الأشهر الـ12 المقبلة ما سيضعها تحت ضغط كبير.
ويضيف رياشي أن ما قاله ماسك ليس بمناورة جديدة منه، حيث إنه وفي حال لم يعمل موظفو تويتر بجهد، فإنه قد تصعب تغطية الـ 1.2 مليار دولار كتسديد لديون وفوائدها، ما يضع الشركة تحت خطر الإفلاس، خصوصاً أن تويتر تخسر حالياً 4 ملايين دولار يومياً.