فاجأ الاقتصاد الأميركي المستثمرين، أمس الجمعة، بعد الإعلان عن قفزة غير متوقعة في الوظائف الجديدة خلال شهر يوليو الماضي، وهو ما أحبط آمالهم المتفائلة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي ربما يوقف الزيادات العنيفة لأسعار الفائدة التي تستهدف كبح التضخم.
وأظهرت بيانات وزارة العمل الأميركية أن أصحاب الأعمال الأمريكيين عينوا عاملين بعدد تجاوز بكثير التوقعات في يوليو، لتستمر الزيادة في الوظائف للشهر التاسع عشر على التوالي، مع انخفاض معدل البطالة إلى معدلات ما قبل وباء كورونا عند 3.5 بالمئة.
وبحسب بيانات وزارة العمل، فقد أضاف الاقتصاد في الولايات المتحدة 528 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي، وهو مستوى أفضل من التوقعات البالغة 250 ألفًا.
وربما يشجع هذا النشاط القوي للتوظيف، مجلس الاحتياطي الفيدرالي على زيادة أسعار الفائدة بمعدلات مرتفعة مجددا، بعد أن رفعها الشهر الماضي بمقدار 75 نقطة أساس للمرة الثانية على التوالي ضمن سلسلة زيادات تستهدف خفض معدلات التضخم التي وصلت لأعلى مستوياتها في أكثر من 40 عاما.
ونتيجة هذه المخاوف، أغلقت الأسهم الأميركية تعاملات نهاية الأسبوع على تراجع، فقد انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" القياسي بنحو 0.16 بالمئة، عند الإغلاق إلى 4145.19 نقطة، كما تراجع مؤشر ناسداك المجمع بنحو 0.50 بالمئة، إلى 12657.55 نقطة.
في المقابل ارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي، بنحو 0.23 بالمئة، إلى 32803.47 نقطة.
وفي أوروبا، فقد شهدت مؤشرات الأسواق تراجعا جماعيا في تعاملات أمس، حيث انخفض مؤشر "يورو استوكس 50" بنحو 0.78 بالمئة، ومؤشر "داكس" الألماني 0.65 بالمئة، و"كاك" الفرنسي 0.63 بالمئة، و"فوتسي 100" البريطاني 0.11 بالمئة.
وبالنسبة للسلع، فقد استفادت أسعار النفط من الأنباء الخاصة بانتعاش التوظيف ليعوض بعض خسائر الأسبوع، وارتفع خام برنت أمس بنسبة 0.85 بالمئة عند مستوى 94.92 دولار للبرميل، وكذلك خام غرب تكساس فقد ارتفع بنسبة 0.53 بالمئة إلى مستوى 89.01 دولار للبرميل.
ورغم ارتفاع النفط في جلسة أمس، إلا أنه أنهى الأسبوع عند أدنى مستوياته منذ فبراير بسبب المخاوف من احتمال أن يؤثر الركود على الطلب على الوقود.
أما الذهب، فقد انخفض في جلسة أمس، بنحو 0.88 بالمئة إلى مستوى 1775.50 دولار للأونصة، لكنه أنهى الأسبوع على مكاسب بنحو 0.54 بالمئة.
وبالنسبة للعملات، فقد تلقي الدولار دعما جديدا خلال جلسة أمس، وارتفع مؤشر الدولار الأميركي أمام سلة العملات الرئيسية بنحو 0.88 بالمئة.
وانخفض سعر اليورو أمام الدولار في تعاملات أمس إلى مستوى 1.0183 دولار، كما انخفض الجنيه الإسترليني إلى 1.2073 دولار.