أظهر تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، أن روسيا قد تخسر نحو 85 مليار دولار من دخل ضرائب النفط والغاز هذا العام، بسبب الخصم الكبير على خام الأورال الروسي.
ومنذ أبريل 2022، يُتداول خام الأورال الروسي عند نطاق يتراوح من 30 إلى 40 دولارًا للبرميل، وهو أقل من سعر خام برنت القياسي، الذي تجاوز 100 دولار للبرميل، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير.
ورغم المكاسب القوية لخام برنت وتجاوزه مستوى 100 دولار للبرميل على خلفية أزمة أوكرانيا، فإن جميع منتجي النفط لا يستفيدون بشكل متساوٍ من الارتفاع، إذ اتسعت فروق الأسعار بين خام برنت وأنواع النفوط الأخرى تقريبًا.
وتُقدر ريستاد إنرجي أن إجمالي إيرادات روسيا من النفط والغاز لعام 2022 قد يبلغ 295 مليار دولار، بناء على سعر خام برنت.
وبافتراض علاوة سعرية أعلى لخام برنت قدرها 40 دولارًا للبرميل، مقارنة مع الخام الروسي، فإن الإيرادات الضريبية قد تنخفض بمقدار 85 مليار دولار على مدار 2022 بأكمله، وهو ما يمثّل انخفاضًا بنسبة 30%، مقارنة مع حالة عدم وجود علاوة سعرية، بحسب التقرير.
ونتيجة لذلك، تقدّر شركة ريستاد إنرجي أن الحكومة الروسية ستربح 210 مليارات دولار من ضرائب النفط والغاز في 2022.
من جانبها قالت داريا ميلنيك، كبيرة المحللين في ريستاد إنرجي، "من المحتمل أن نبدأ في رؤية آثار العقوبات الغربية على عائدات النفط والغاز الروسية، من خلال التخفيض الكبير في أسعار خام أورال، في حين ستحصل بعض الدول الآسيوية مثل الهند والصين على الطاقة بسعر أرخص.
وأشارات إلى أن العقوبات على الأرجح قد أضرت بالعائدات النفطية الروسية، لكن إنتاج النفط ظل أعلى من المتوقع، مما يدل على أن قطاع التنقيب والإنتاج في روسيا قد تكيف بسرعة مع العقوبات المفروضة".
فروق أسعار خام برنت مقابل الخامات الأخرى
خلال الأشهر الأولى من أزمة كورونا عام 2020، كان يُتداول العديد من الخامات الأخرى، مثل خام الشرق الأوسط بعلاوة على خام برنت، اقتربت في ذروتها من 15 دولارًا للبرميل.
ومنذ صيف 2020 وحتى بداية هذا العام، كان الفارق بين الخامات المختلفة وسعر خام برنت يتحرك في نطاق 5 دولارات للبرميل أو أكثر، بحسب ريستاد إنرجي.
ومع اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، بدأ مزيج الأورال الروسي في التداول بخصم كبير عن خام برنت، إذ ارتفع الفرق من 10 إلى 40 دولارا للبرميل من منتصف فبراير إلى بداية مارس 2022، وهو أكبر فارق حتى الآن، ما يؤثر في إيرادات روسيا من النفط والغاز.
ومنذ بداية مارس 2022، شهدت جميع أنواع النفط الروسي وبعض أنواع مزيج الرمال النفطية الكندية خصمًا يزيد على 20 دولارًا للبرميل، بالإضافة إلى ذلك، تُظهر خامات الشرق الأوسط خصمًا يتراوح بين 5 و10 دولارات للبرميل.
الإنتاج الروسي مرن رغم تراجع الإيرادات
وكشف تقرير ريستاد إنرجي أن صناعة النفط في روسيا قادرة على مقاومة العقوبات الغربية، فرغم توقعات تراجع إيرادات روسيا من النفط والغاز في 2022، فإن إنتاج الخام يسير على المسار الصحيح ليكون أكثر قوة مما كان متوقعًا في السابق.
فصادرات النفط الروسي عادت مؤخرا إلى مستويات ما قبل أزمة أوكرانيا، بعد انخفاض كبير في أبريل الماضي.
وترى ريستاد إنرجي أن حظر النفط الروسي من قبل أوروبا سيكون تأثيره متوسطًا أكثر مما كان متوقعًا في السابق، إلى جانب توقعات ارتفاع الطلب المحلي والخارجي على المنتجات النفطية الروسية فوق التقديرات السابقة.
كما توقعت أن يبلغ إنتاج الخام الروسي 9.4 مليون برميل يوميًا في 2022، ما يمثل تعديلًا بالرفع قدره 700 ألف برميل يوميًا عن التقديرات السابقة.