تدخل دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة رئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مرحلة جديدة من المنجزات الاقتصادية والتنموية، حيث تواصل نهج التنوع الاقتصادي القائم على تنويع مواردها وصناعاتها وقطاعاتها بما يتوافق مع متطلبات الحاضر والمستقبل.
تأتي المرحلة الاقتصادية الجديدة، استكمالاً لنجاحات التأسيس والتي رسخها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمنجزات الاقتصادية البارزة التي جاءت في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لتتواصل المسيرة المزدهرة المستندة على إرث زاخر بالمنجزات.
ترسخ الإمارات مكانتها في مشهد الاقتصاد العالمي، مستندة على رؤى رئيسها الشيخ محمد بن زايد، وانطلاقاً من الإيمان العميق والقناعة المطلقة، بأهمية الدور المحوري الذي تلعبه دولة الإمارات، خاصة فيما يتعلق بدعم المبادرات والبرامج العالمية التي تستهدف تعزيز وتنمية اقتصادات العالم.
حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على التأكيد خلال لقاءاته واتصالاته مع زعماء العالم، على حرص الإمارات على أمن الطاقة في العالم واستقرار أسواقها وتوازنها، وهو ما تعكسه السياسة الإماراتية المتوازنة في مجال الطاقة، والتي تراعي احتياجات العالم ومتطلباته، وتقدّر الجهود الدولية العالمية التي تستهدف المحافظة على السوق والتوازن بين العرض والطلب.
عززت دولة الإمارات موقعها العالمي اقتصادياً، بدعم من الشيخ محمد بن زايد، حيث أكد خلال تصريحات سابقة بأن "دولة الإمارات كونها واحدة من الدول الرائدة في أسواق الطاقة العالمية، وشريكاً فاعلاً في الجهود الرامية لضمان أمن الطاقة، تحرص على تنويع الطاقة، وتخصيص حصة متنامية للطاقة النظيفة، بما يضمن مستقبلاً آمناً لأجيال الغد، ويعزز النمو الاقتصادي"، وهو الأمر الذي جسدته مبادرات الإمارات الدعمة لذلك.
الحياد المناخي
ودعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، استراتيجية دولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، والتي تأتي تتويجاً للجهود الإماراتية الهادفة إلى الإسهام بإيجابية في قضية التغير المناخي، والعمل على تحويل التحديات في هذا القطاع إلى فرص تضمن للأجيال القادمة مستقبلاً مشرقاً، وهو ما يأتي مواكبة للجهود الدولية في هذا الإطار.
كان رئيس دولة الإمارات أكد خلال إعلان الاستراتيجية العام الماضي، أن دولة الإمارات تواصل دورها الفاعل والمؤثر عالمياً في قضية التغير المناخي ودعمها جهود العمل المناخي وتعزيز التعاون الدولي للاستفادة من جميع الفرص الاقتصادية والاجتماعية"، حيث جسدت كلمته حرص الإمارات على تعزيز مكانتها الدولية في الجهود الراهنة لدعم تجاوز التحديات الناجمة عن التغير المناخي، ومراعاة المتطلبات البيئية في المشاريع الاقتصادية للدولة.
انطلاقاً من رؤيته في أهمية دعم اقتصادات العالم خاصة بعد تداعيات جائحة «كوفيد 19»، التقى رئيس الإمارات بعدد من المسؤولين البارزين الاقتصاديين في المنظمات والمؤسسات الدولية، حيث تضمنت هذه اللقاءات بحثاً للواقع الاقتصادي العالمي، ومناقشة سبل توحيد الجهود الدولية لإنجاز المشاريع النوعية ذات الأثر العالمي.
جسدت مشاركة الشيخ محمد بن زايد في قمة قادة مجموعة العشرين "G 20" الاستثنائية والتي عقدت في 2020، الدور الكبير لدولة الإمارات ولرؤيته بأهمية تنسيق الجهود العالمية وتكثيف التعاون المشترك والتضامن لمكافحة جائحة كورونا والحد من تأثيراتها الإنسانية والصحية والاقتصادية على الشعوب والدول في أنحاء العالم كافة.
كرامة الإنسان
كان الشيخ محمد بن زايد قد أكد خلال مشاركته في هذه القمة أن "النجاح الاقتصادي والنمو التجاري والصناعات المتقدمة ليس لها معنى اذا فشلنا في حماية الإنسان وصون كرامته" مشيراً إلى أن "ما يزيد أهمية التعاون الدولي في مواجهة هذا الفيروس هو أن آثاره السلبية لا تتوقف عند الجانب الصحي فقط وإن كان هو أخطرها وأشدها إيلاماً، وإنما تمتد إلى العديد من الجوانب الأخرى أهمها الجانب الاقتصادي".
تعد التجمعات العالمية والمنصات الدولية، إحدى المبادرات التي حظيت بدعم خاص من الشيخ محمد بن زايد حيث رعا عددا من الفعاليات الدولية المقامة في الدولة، ومنها فعاليات منتدى الطاقة العالمي والذي يعد منصة فائقة الأهمية لواضعي السياسات الهادفة إلى تسريع تحول الطاقة في إطار الحاجة الملحة لتلاقي قيادات قطاع الطاقة في العالم في مواجهة التحدي المتمثل بالتغير المناخي.
ترسخ الإمارات خلال الفترة المقبلة، مكانتها وحضورها الدولي البارز في المشهد الاقتصادي العالمي، مستندة على 3 ركائز رئيسة تتمثل في دعم الجهود الدولية المشتركة لتحقيق المنجزات الدولية الاقتصادية، وتوفير كافة الإمكانيات والمقومات التي تمتلكها الدولة وتوظيفها لدعم الجهود العالمية، إضافة إلى ضمان موائمة المستهدفات المحلية مع المستهدفات العالمية خاصة فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة.
التنوع الاقتصادي
كان التنوع الاقتصادي في مقدمة الملفات التي حظيت باهتمام الشيخ محمد بن زايد لتحقيق النهضة في الإمارات، وقد تتوج هذا التوجه بإطلاق مشاريع الخمسين التي شكلت إضافة نوعية لمسيرة البناء والتنمية، وجسدت الاهتمام بقطاعات الصناعة والتكنولوجيا كونها أحد أهم محركات الاقتصاد الوطني ومصدراً أساسياً لتنويع الدخل وتوفير الوظائف والاستدامة.
ولأن طريق التنوع الاقتصادي يمر عبر البنى التحتية المتطورة. طورت الإمارات حزمة واسعة من المشاريع كالموانئ والمطارات وقطار الاتحاد الذي شكل حلقة وصل إضافية بين مختلف أجزاء الدولة، وقد جاء هذا الاهتمام بالتوازي مع حرص الشيخ محمد بن زايد على سن التشريعات والقوانين الهادفة لاستقطاب المستثمرين والمبدعين وأصحاب المهارات العالية في كافة المجالات وذلك من خلال تقديم الحوافز التي من شأنها تسهيل إقامة هذه الفئات على أرض الإمارات كالتأشيرات الذهبية.
ولم تتعارض هذه التوجهات نحو اقتصاد المستقبل مع الاهتمام بقطاع النفط والغاز والإشراف بشكل مباشر على خطط تطويره وزيادة قدراته الإنتاجية، لتحتل بذلك الإمارات مركزا مهما على قائمة أكبر 10 منتجين للنفط في العالم وثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المنتجة للنفط "أوبك" كما لعبت الإمارات دورا مهما ومؤثرا في قطاع الطاقة من خلال تبنيها سياسة متوازنة تراعي احتياجات العالم ومتطلباته.
الطاقة الخضراء
رؤية رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد في ضمان مساهمة الإمارات باستقرار أمن الطاقة العالمي، وتطوير مرافق النفط والغاز قابلها اهتمام أكبر بالطاقة النظيفة من خلال توفير الدعم المباشر لمبادرات الاستدامة ومشاريع الطاقة النظيفة وخير مثال على ذلك شركة مصدر التي وضعت الإمارات في مصاف كبار اللاعبين بقطاع الطاقة المتجددة بعد أن انتشرت استثماراتها على امتداد دول العالم.
هذه الجهود الكبرى وغيرها، جعلت من الإمارات قبلة للمبدعين والمفكرين ومقرا للشركات والمنظمات العالمية ومركزا للمعارض والمؤتمرات الدولية كأسبوع أبوظبي للاستدامة الذي يجمع تحت مظلته نخبة من صناع السياسات ورواد التكنولوجيا وجيل الشباب من قادة الاستدامة، ومعرض ومؤتمر أديبيك الذي يعد واحدا من أكبر 3 معارض ضمن قطاع النفط والغاز في العالم.