مع دخول الحرب الأوكرانية يومها السابع، ارتفعت أسعار النفط فوق 110 دولارات للبرميل، يوم الأربعاء، بعد مقاطعة كبريات شركات الطاقة العالمية للخام الروسي، بعيد غزو موسكو لأوكرانيا.
وارتفع خام برنت، يوم الأربعاء، فوق 113 دولاراً للبرميل، بنسبة 6 في المئة، وهو أعلى مستوى له في ثماني سنوات، ليواصل مكاسبه هذا الأسبوع إلى ما يقرب من 10 في المائة.
وبموازاة ذلك، انهار الطلب على النفط الروسي، إذ قالت شركة "إنرجي أسبكتس" الاستشارية إن 70 في المئة من الخام الروسي "يكافح للعثور على مشترين"، بحسب صحيفة فاينانشال تايمز.
وفي إشارة إلى أن القفزات في الأسعار لا تقتصر على النفط فقط، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي بنسبة 50 في المئة، يوم الأربعاء، إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 185 يورو لكل ميغاواط/ساعة.
وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يوم الأربعاء إن "السيناريو الأسوأ لم يأت بعد" وإن روسيا ما تزال ترسل الغاز، لكن على بلاده الاستعداد للقادم؛ لأنها "قد تضطر إلى استمرار تشغيل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم"، حيث تزود روسيا أوروبا بنحو 40 في المئة.
ارتفاع مستمر
من جهته، توقع الرئيس التنفيذي لمركز "كوروم للدراسات الاستراتيجية" في لندن طارق الرفاعي وصول سعر برميل خام برنت إلى 115 دولاراً أميركياً للبرميل على المدى القصير، وفقاً لتقدير الموقف الحالي.
ويضيف الرفاعي لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه إذا استمرت وتيرة الحرب على هذا النحو دون التوصل إلى حل واضح، سيذهب ارتفاع الأسعار إلى أبعد من ذلك على المدى البعيد.
ويرجع سبب تعثر الشركات الروسية في بيع النفط، إلى العقوبات التي فرضت عليها وعزل بعض الشركات الروسية عن نظام سويفت المالي العالمي، ورغم ذلك هناك مشترون للخام الروسي وفي مقدمتهم الصين، مذكراً بصعوبة السيطرة على مبيعات النفط الإيراني إبان فرض العقوبات على إيران.
وبحسب مجموعة "إي إن خي" المالية العالمية، فإن روسيا تعد ثالث أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وتصدر عادة حوالي 7.5 مليون برميل يوميًا من النفط ومنتجات الطاقة الأخرى، وتأتي أوروبا في مقدمة مستهلكي النفط الروسي، بنسبة تُقدر بحوالي 53 في المئة منه، بينما تعد آسيا مشتر مهم آخر؛ حيث تشتري نسبة 39 في المئة من إنتاج الخام الروسي.
سياسة أوبك
من المقرر أن تجتمع منظمة أوبك وحلفاؤها - ومن بينهم روسيا - في وقت لاحق يوم الأربعاء لمناقشة مستويات الإنتاج. لكن على الرغم من الاضطرابات في أسواق النفط، من المتوقع أن تلتزم المنظمة بخطتها لزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً في أبريل.
ويعلق الرئيس التنفيذي لمركز "كوروم للدراسات الاستراتيجية" على نهج إنتاج أوبك بقوله إن هذا الإجراء كان متوقعاً، مشيراً إلى أن أوبك غير مستعدة لتغيير سياستها في هذا الوقت، وهو ما يعده الرفاعي "أمرا مهما للحفاظ على استقرار أسواق النفط".
وعن المخاطر المستقبلية على أسواق النفط يقول: "تداول النفط مبني على التوقعات الجيوسياسية، مع وجود تخوفات من انتقال الحرب إلى دول أخرى في أوروبا".
يشار إلى أن خام الأورال الروسي هو عنصر أساسي لمصافي التكرير في شمال غرب أوروبا والبحر الأبيض المتوسط. ومن بين المشترين ألمانيا وإيطاليا وهولندا وبولندا وفنلندا وليتوانيا واليونان ورومانيا وتركيا وبلغاريا؛ وفقًا لشركة بلاتس.
ومع ذلك، فإن عددًا من المصافي الأوروبية، بما في ذلك نيست الفنلندية وبرييم السويدية، تبتعد الآن عن النفط الروسي وتبحث عن الإمدادات في أماكن أخرى.