كشفت تقارير وإحصاءات رسمية، مؤخرا، عن قفزة كبرى في العلاقات الاقتصادية وحجم التبادل التجاري بين مصر وتركيا خلال عام 2021.
وقالت مصادر حكومية في مصر في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن كمية البضائع المستوردة والمُصدرة بين البلدين ارتفعت بمقدار الثلث، أي ما يُعادل 1.6 مليار دولار إضافية في حجم التجارة بين البلدين.
وتوضح المصادر الحكومية أن مُعدل النمو في التبادل التجاري بين مصر وتركيا زاد بمقدار 32.6 في المئة في 2021، وهو ما يمثل «طفرة» في صادرات مصر إلى تركيا.
وتشير المصادر إلى أن زيادة صادرات مصر لتركيا تُقدر بـ 70.63 في المئة في 2021 مقارنة بـ2020، إذ كانت قرابة 1.7 مليار دولار، وأصبحت نحو 2.9 مليار دولار في العام المُنصرم، بإجمالي 7.29 في المئة من صادرات مصر للعالم.
وتقول المصادر المصريةإن تركيا تنظر بتقدير للعديد من المنتجات المصرية المتميزة، والعكس صحيح أيضاً، وهناك المزيد من آفاق التحسن الاقتصادي، خصوصاً بعد ما وصفته المصادر بـ«التهدئة» بين البلدين.
وعن مدى تأثير الأزمة السياسية بين البلدين وانعكاسها على حجم التبادل التجاري، قالت المصادر إنها لم تؤثر بشكل كبير على الجوانب الاقتصادية، إذ إن تركيا ظلت طوال الفترات الماضية ضمن أكثر الدول التي حافظت على معدلات الاستيراد والتصدير والتبادل التجاري عموماً مع مصر.
انخفاض سعر الليرة
ويقول عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية محمد الشهاوي، إن مصر وتركيا معروفتان بوجود تبادل تجاري كبير بينهما، في مجالات عدة، مشيراً إلى أن حالة «التهدئة» من شأنها أن تؤثر بالإيجاب على حجم الصادرات والواردات بين الدولتين، خصوصاً مع الانخفاض الكبير في سعر الليرة التركية.
ويضيف الشهاوي، في حديث خاص لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الدولة المصرية لا تبدأ بحالة العداء مع أي طرف، بل وتمد يد التعاون للجميع، موضحاً أن القيادة السياسية للبلاد تعمل لتحقيق المصلحة الوطنية وفق ما تراه، ولا تنشد الصراعات مع أي طرف مهما كان، شريطة عدم التدخل في الشأن الداخلي المصري.
ويقول عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية: إن الزيادة الكبيرة في حجم الصادرات المصرية لتركيا لم يكن لها بمفرده، ولكن للعديد من الدول، إذ حققت مصر مستويات قياسية في حجم الصادرات يُصنف على اعتباره الأكبر في تاريخها خلال عام 2021، حسب تقارير الحكومة المصرية.
الهند ثم إيطاليا
وتكشف تقارير حكومية عن صادرات مصر في 2021، أن معدل التصدير لتركيا يزيد برقم قليل عن حجم التبادل التجاري بين مصر والهند في العام الماضي؛ حيث سجل نحو 2.8 مليار دولار، مشيرة إلى أن تركيا على رأس الدول المستوردة من مصر في 2021، تليها الهند وإيطاليا.
وتلفت المصادر المسؤولة في مصر إلى أن تركيا تأتي في المرتبة الخامسة من حيث الدول المصدرة لمصر، بمعدل نمو قدره 12.06 في المئة عن العام السابق، وبلغت صادرات تركيا لمصر نحو 3.5 مليار دولار، مقابل 3.1 مليار دولار في 2020.
حجم صادرات تاريخي
وبلغ حجم الصادرات غير البترولية المصرية في 2021، وفق تقارير حكومية، 32.3 مليار دولار، وحجم الصادرات البترولية 12.9 مليار دولار، ما يمثل أكبر حجم للصادرات تحققه مصر للخارج، رغم أزمة انتشار فيروس كورونا منذ بداية العام الماضي، والتحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي والتي تؤثر بدورها على الاقتصاد المصري ومن بينها ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الشحن.
وتسعى مصر لتوفير المزيد من الإصلاحات التي تدعم زيادة التصدير للأسواق الخارجية؛ تحقيقاً لهدف الوصول بالصادرات المصرية إلى 100 مليار دولار سنوياً.
واتبعت مصر سياسات وإجراءات عديدة خلال العام الماضي لإنعاش ملف الصادرات، حيث ترأست تجمع الكوميسا لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع السوق الافريقي والذي يأتي على رأس الأسواق المستهدفة لخطة الوزارة لمضاعفة الصادرات.
وداخلياً طرحت الحكومة المصرية العديد من المبادرات ومنها مبادرة السداد النقدي لمشحونات الصادرات، وبرامج مساندة المعارض والشحن الجوي ليبلغ اجمالي المساندة التصديرية المنصرفة خلال عام 2021 نحو 6.9 مليار جنيه استفادت منه 1355 شركة.
