بعد تزايد وتيرة عمليات استهداف خطوط إمدادات الطاقة الكهربائية في مناطق مختلفة من العراق، وتحديدا تلك التي تنشط فيها مجاميع تنظيم داعش الإرهابي، وما تسببه من أعطال وانقطاعات متكررة في إمدادات الكهرباء لمحافظات عراقية عديدة.
أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن اعتزامها حماية خطوط نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية، عبر الاستعانة بالطائرات المسيرة لمراقبة تلك الأبراج والنواقل ورصد مستهدفيها.
وبحسب الوزارة فإن ثمة توجها في هذا الصدد، للتعاقد مع شركات صينية لشراء طائرات مسيرة ليس فقط لغرض حماية خطوط نقل الطاقة الكهربائية، وإنما لحماية الحقول والمنشآت النفطية والغازية أيضا، والتي تتعرض هي الأخرى بدورها لهجمات متتالية من قبل تنظيم داعش الإرهابي.
وعلى وقع تزايد السخط الشعبي من سوء الواقع الكهربائي، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الأربعاء، خلال ترأسه اجتماع المجلس الوزاري للأمن الوطني أن حكومته وصلت إلى "مرحلة جيدة من انتاج الطاقة الكهربائية، لكن هناك استهدافات متكررة ومقصودة لأبراج الطاقة الكهربائية في عدد من المحافظات، تؤثر في ساعات تزويد المناطق بالطاقة وتفاقم من معاناة المواطنين".
ووجه الكاظمي كل قيادات العمليات والأجهزة الاستخبارية، بمعالجة هذه الاستهدافات وحماية أبراج الطاقة وملاحقة الجماعات الاجرامية بحسب بيان مكتب رئيس الوزراء.
ومع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة العالي، وضعف انتاج الطاقة الكهربائية العراقية أساسا، فإن استهداف أبراج وشبكات النقل والامداد الكهربائيين، والتوقف المتكرر الذي تحدثه في تزويد الناس بالكهرباء، أسهم في تردي القطاع الكهربائي في العراق أكثر فأكثر.
ويشرح المواطن عدنان سيف معاناته كملايين العراقيين كما يقول، في لقاء مع سكاي نيوز عربية: "تصوروا في هذا الحر اللاهب حيث درجات الحرارة عند عتبة 50 درجة وما فوق، ولا تتوفر الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء، إلا بشكل هزيل لا يتعدى عددا قليلا من الساعات كل يوم، الأمر الذي سيسوء أكثر مع اشتداد الحرارة خلال شهري يونيو ويوليو المقبلين، كوننا الآن دخلنا للتو فصل الصيف والآتي أعظم".
من جانبه يقول مهندس كهربائي عراقي فضل عدم الإشارة لهويته، في حديث مع سكاي نيوز عربية: "أكثر ما يوحد العراقيين على اختلافاتهم وانقساماتهم، هو حرمانهم من الكهرباء من كردستان إلى البصرة".
ويضيف: "يتحدثون عن مشاريع ومحطات توليد طاقة كهربائية، لكننا لا نلمس أي فرق ملموس رغم الوعود، وتخصيصهم عشرات مليارات الدولارات لتطوير الانتاج الكهربائي".
وبحسب الخبراء في مجال الطاقة، فإن العراق يحتاج أقله إلى ضعف إنتاجه الحالي البالغ نحو 20 ألف ميغاواط من الكهرباء، كي يتمكن من حل مشكلة نقص الطاقة الكهربائية المزمن.