الخوف من "المستقبل الغاضم" نتيجة تداعيات جائحةكورونا، دفع المصريين إلى ادخار الأموال النقدية عوضا عن من استثمارها في الذهب، وهو ما أدى إلى تراجع مبيعاته خلال الفترة الماضية، رغم فترة الأعياد من بداية العالم، وكان آخرها احتفالات عيد الحب.
وبعد أيام من الانخفاض المتواصل، ارتفعت أسعار الذهب في مصر، الاثنين، ليسجل عيار 21 الأكثر شعبية ومبيعًا في السوق المحلي 784 جنيها للغرام الواحد (50 دولارا)، تزامنًا مع ارتفاع البورصات العالمية، وزيادة سعر الأوقية 10 دولارات.
وقال رئيس شعبة المشغولات الذهبية في مصر، رفيق عباسي، لـموقع"سكاي نيوز عربية"، إن هناك حالة من الركود في مبيعات الذهب منذ عدة شهور، تأثرا بأزمة جائحة كورونا التي كانت لها تداعيات سلبية على القطاعات الاقتصادية عالمياً، ولم يقتصر الأمر على مصر فحسب.
وأوضح عباسي أن الحالة الاقتصادية للمصريين تأثرت بسبب أزمة كورونا في غداة التوقف الجزئي لبعض أعمالهم العام الماضي، وحرصهم على ادخار أموالهم تحسبا لمستقبل كان غامضا حينها، لكننا نأمل مع إعادة فتح الأنشطة مرة أخرى بحدوث انتعاشة كما كان في الماضي، ولكنها تتيح لنا نوعًا من الحركة في سوق الذهب".
وضرب رئيس شعبة المشغولات الذهبية في مصر، مثلًا على حالة الركود في المبيعات، ببيع التجار نحو 300 طن ذهب سنويا في فترة التسعينات، تقلصت إلى نحو 60 طن سنويا فقط.
مبدأ خاص في التعامل
بدوره، قال سكرتير شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية السابق نادي نجيب، إن المصريين يتعاملون بمبدأ خاص في تجارة الذهب، بأن "ينتظر البائع فرصة لارتفاع الأسعار حتى يتمكن من طرح مشغولاته للاستفادة بالسعر المرتفع، في حين ينتظر المشتري مزيدا من الهبوط للحصول على أقصى هبوط ممكن".
وشدد نجيب في تصريحات لموقع"سكاي نيوز عربية" على أن حالة الركود في تجارة الذهب ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأزمة وباء كورونا.
وأضاف أنه بمجرد انتشار الفيروس في العالم ودخوله إلى مصر كانت هناك حالة من عدم الاستقرار في البورصة والأنشطة الاقتصادية، وسبب قلقا كبيرا من تداول الأوراق المالية وإمكانية انتقال الفيروس عن طريقها، كما توقف حركة الطيران وتقلص التبادل التجاري بين الدول، وكل هذا تسبب في تحجيم حركة البيع والشراء محليا وعالميا.
لكنه عاد للتأكيد أن الإعلان عن لقاحات كورونا خلقت استقرارا في سوق الذهب وسط توقعات إيجابية بتعافي الأسواق.
وكغيره من التجار، يأمل نجيب أن تُنعش الأعياد الاجتماعية المقبلة خاصة "عيد الأم" في مصر مبيعات سوق الذهب.
وقال: "رغم أن الفلانتين عيد من الأعياد المهمة بالنسبة لنا، لكن حركة البيع كانت ضعيفة، ونطمع أن نشهد تغيرا مع مناسبة عيد الأم بعد تذبذب في الأسعار بداية من العام الجاري".