يترقب الناس حلول فصل الصيف بصبر بالغ، حتى يسافروا في إجازات، لكن وباء كورونا يهدد عطلة كثيرين هذا العام، في ظل القيود الصارمة على التنقل وحركة الملاحة الجوية.
وبحسب "بلومببرغ"، فإنه حتى إذا تمكن الناس من السفر في إجازة صيفية، خلال الأشهر المقبلة، لن تكون السياحة على غرار ما عرفناه في الحياة العادية.
وتحاول الدول المعتمدة على السياحة أن تفتح الباب مجددا أمام الزوار، في مسعى لإنقاذ الاقتصاد، لكنها تدرس أيضا الإجراءات الممكنة لحماية السكان المحليين، لتفادي أي موجة تفش ثانية من الفيروس.
وتكبدت السياحة العالمية أسوأ خسارة لها منذ سنة 1950، وفق تقديرات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
ومن المتوقع أن تتراجع رحلات السياح خلال العام الجاري بنسبة تتراوح بين 58 و78 في المئة، مقارنة بما كان عليه السفر في السنة الماضية.
ومن المرجح أن تتجاوز خسارة السياحة في العالم ترليون دولار، على مستوى العائدات، وهو ما ينهي عقدا من النمو المستمر.
وفي شهر مارس، مثلا، تراجعت الرحلات السياحية بنسبة 57 في المئة، وبلغت الخسارة في هذا الشهر لوحده 80 مليار دولار.
وفي دولة سانت لوسيا، شرقي البحر الكاريبي، تشكل عائدات السياح الأجانب أكثر من نصف الناتج المحلي للبلاد، ولذلك كانت الجزيرة أول بلد يبادر إلى إعادة الافتتاح.
وفي مرحلة أولى، سيجري السماح للسياح الأميركيين بزيارة الجزيرة اعتبارا من الرابع يونيو المقبل، فيما يستعد فندق من 1400غرفة لتطبيق إجراءات الوقاية من فيروس كورونا المستجد.
وجاءت أزمة كورونا فيما كانت جزر الكاريبي تحاول أن تحتوي تبعات أعاصير عام 2017، وهو ما جعل صندوق النقد الدولي يتوقع ركودا هو الأسوأ في هذه المنطقة من العالم منذ نصف قرن.
وفي الاتحاد الأوروبي، من المرتقب أن يتم رفع الحظر المفروض على المسافرين من خارج الاتحاد في الخامس عشرمن يونيو.
وتعتزم بعض الدول تخفيف القيود، فيما تتوقع دول تعتمد على السياحة بشدة مثل اليونان والبرتغال ومالتا وكرواتيا أن تنكمش اقتصاديا بما بين 5.8 و9.7 في المئة خلال العام الجاري.
وتتجه اليونان إلى السماح بقدوم الرحلات الدولية من 19 دولة ابتداء من 15يونيو، من دون الإلزام بحجر أو إجراء فحوص فيروس كورونا.
أما في بريطانيا، فيتوجب على من يأتي إلى البلاد قادما من الخارج، أن يعزل نفسه لمدة 14 يوما، لأجل التأكد من خلوه من الفيروس.
في غضون ذلك، تحاول بعض الدول أن تخفف القيود على السياح القادمين من دول مجاورة، وفي هذا الإطار تبنت عدة دول وهي أستراليا ونيوزلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا والصين وكوريا الجنوبية ما يعرف بـ"ممرات السفر".
وحتى في حال عادت السياحة عما قريب، تتوقع بلومبيرغ أن تصبح رحلاتنا مختلفة، لأننا سنضطر إلى قضاء وقت أطول في المطارات، لأجل مراعاة الإجراءات الوقائية.
فضلا عن ذلك، سيكون على المسافرين أن يتوخوا الحذر بشكل مستمر، مع الانتباه إلى أمور مثل النظافة، والحرص على الدفع بشكل إلكتروني، وهذه المحاذير قد تنغص أسفار الناس.
وبما أن كثيرين فقدوا وظائفهم في مختلف دول العالم، لن يستطيع الناس أن ينفقوا على أمور الترفيه مثل السابق، لأن مداخيلهم تضررت بشكل كبير.