في مؤشر على تعافي قطاع السياحة في مصر، أعلن رئيس مجلس إدارة اتحاد الغرف السياحية أحمد الوصيف إضافة ما بين 10 و15 ألف غرفة فندقية جديدة في العام الجاري، متوقعا زيادة مماثلة في 2020.
وأضاف الوصيف في مقابلة مع "رويترز"، الاثنين، أن السياحة المصرية تعافت، لكن القطاع يطمح في المزيد من حيث أعداد السياح والإيرادات وتنوع الأسواق.
وقطاع السياحة ركيزة أساسية لاقتصاد مصر ومصدر رزق لملايين المواطنين ومورد رئيسي للعملة الصعبة، لكنه تعرض لبعض الصعوبات خلال السنوات الماضية.
وقال الوصيف: "هناك طفرة في الأرقام السياحية وفقا للمعلن من البنك المركزي، وهي أعلى من إيرادات 2010 التي وصلت إلى نحو 11.6 مليار دولار تقريبا. تعافينا رقميا لكن نستطيع الوصول لأكثر من ذلك. أرقام 2010 لم تكن هدفنا".
وزادت إيرادات السياحة المصرية 28.6 بالمئة في السنة المالية 2018-2019 إلى 12.6 مليار دولار مقارنة مع 9.8 مليار في السنة المالية 2017-2018، وفقا لبيانات البنك المركزي.
وذكر الوصيف "المقومات الموجودة لدينا أقوى مما وصلنا إليه من أرقام. في الحقيقة، هناك زيادة بنحو 30 بالمئة في الإيرادات وأعداد السياحة وهذا تأكيد لقدرة السياحة على التعافي".
وتابع: "أرقام أميركا الشمالية في تزايد وألمانيا في تزايد. أوروبا بشكل عام في تزايد، وبدأنا نعمل على رجوع السياحة الثقافية أيضا".
وكانت وثيقة حكومية اطلعت عليها "رويترز" في أغسطس، أظهرت أن مصر تستهدف زيادة أعداد السائحين الوافدين إليها إلى 12 مليون سائح في السنة المالية 2019-2020، بزيادة نحو 11 بالمئة عن السنة المالية السابقة، وزيادة عدد الليالي السياحية إلى 127 مليون ليلة في 2019-2020 من 113 مليون ليلة قبل عام.
توماس كوك
ويشغل الوصيف أيضا منصب الرئيس التنفيذي لشركة "وينغز" للاستثمار السياحي التي تعد من أكبر شركات السياحة في مصر، وأبلغ "رويترز" أن أكثر من 95 بالمئة من سائحي "توماس كوك" عادوا بالفعل إلى بلدانهم.
وأضاف: "المتبقي هم عشرات السائحين الذين يريدون الاستمرار في رحلاتهم. نتوقع دخول شركات أخرى لتعويض أعداد توماس كوك خاصة أن هناك طلبا حقيقيا على السوق المصري".
وانهارت "توماس كوك"، أقدم شركة رحلات في العالم، في سبتمبر الماضي تحت وطأة ديون بلغت 2.1 مليار دولار بسبب العديد من الصفقات المشؤومة التي أدت لتعثر مساعيها لمواجهة منافسين يعملون عبر الإنترنت.
وقال الوصيف الذي تولى رئاسة الاتحاد المصري للغرف السياحية في يناير، إن عدد الفنادق التي كانت تتعامل مع "توماس كوك" يقدر بالمئات.
وتابع: "خلال الثلاثة أشهر المقبلة أتوقع تعافي السوق من انهيار توماس كوك بدخول شركات أخرى تعوض أعدادها مع زيادة الطلب على المقصد المصري".
وكانت مجموعة "بلو سكاي"، وكيل "توماس كوك" في مصر، أعلنت في سبتمبر إلغاء حجوزات حتى أبريل 2020 لعدد 25 ألف سائح إلى مصر.
تنوع الأسواق
ومن جهة أخرى، قال الوصيف إن مصر تعمل على تنويع الأسواق التي تجذب منها السائحين وأيضا الشرائح المستهدفة.
وذكر: "تم العمل على استهداف أسواق أخرى ونتمنى أن كل الأسواق تعمل على مصر وتطير إلى شرم الشيخ. أسواق مثل كازاخستان لم تكن موجودة في شرم الشيخ، وأيضا أوكرانيا، واليوم هما من أهم الأسواق الموجودة في المدينة".
وزاد إغراء المقصد السياحي المصري عقب قرار البنك المركزي تحرير سعر صرف الجنيه في نوفمبر 2016، حيث أدى ذلك إلى تراجع قيمة العملة المحلية إلى النصف وعزز القدرة التنافسية للقطاع.
غرف فندقية جديدة
وكشف الوصيف أن مصر تملك ما يصل إلى 220 ألف غرفة فندقية في شتى المقاصد السياحية، فضلا عن نحو 200 ألف غرفة تحت التنفيذ.
وأضاف: "كان لدينا هذا العام من 10-15 ألف غرفة فندقية جديدة دخلوا مجال الاستثمار السياحي المصري. نتمنى بكل المعطيات إضافة نفس العدد في 2020 إن لم يكن أكثر من ذلك".
وأردف قائلا: "مع بداية الرؤية الإيجابية للسياحة، وجدنا فنادق كثيرة ومشروعات كانت متوقفة ومستثمرين مصريين وأجانب عادوا للعمل من جديد".