يصر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن تكلفة إنشاء جسر يربط اسكتلندا بإيرلندا الشمالية لن تزيد على 19 مليار دولار، مشيرا إلى أن الأمر سيكون "جيدا جدا".
وأعلن بوريس جونسون عن خطة طموحة لإنشاء جسر بين اسكتلندا وإيرلندا الشمالية عبر البحر الإيرلندي مع تلاميذ المدارس، الذين يلعبون بدمية لسفينة حاويات نموذجية على متن منارة في نهر التايمز في لندن.
وقال جونسون للتلاميذ على متن سفينة المنارة "إن إل في فاروز" إنه كان يتحدث الأربعاء عن بناء جسر من "سترانرير" في اسكتلندا إلى "لارن" في إيرلندا الشمالية.
وأضاف رئيس الوزراء البريطاني قائلا "سيكون ذلك جيدا جدا.. سيكلف فقط حوالي 15 مليار جنيه إسترليني (18.5 مليار دولار)".
وجاء هذا النبأ ليدعم تقارير سابقة أفادت بأن رئيس الوزراء البريطاني طلب بالفعل من المسؤولين الحكوميين تقديم المشورة بشأن تكاليف ومخاطر هذا المشروع.
وبحسب تقارير صحفية بريطانية، فإن بناء جسر طوله 45 كيلومترا، والذي تقدر تكلفته ما بين 18.5 مليار و25 مليار دولار، لن يكون بالأمر السهل، إذ يقول المهندس البريطاني الشهير جيمس دنكان إن فرص تحقيق المشروع من دون مشكلة ستكون "خيالية"، مشبها الأمر بـ"بناء جسر إلى القمر".
وسيمر الجسر المفترض أعلى خندق بوفورت دييك، وهو خندق يصل طوله إلى 48 كيلومترا وعمقه 274 مترا، ألقت وزارة الدفاع البريطانية فيه قنابل وذخائر بين نهاية الحرب العالمية الأولى والسبعينيات.
ووفقا لصحيفة ميل أونلاين، فإنه بالإضافة إلى 1.5 مليون طن من المتفجرات، ألقي في هذا الخندق غاز الخردل وعامل الأعصاب سارين ونفايات مشعة من برنامج الأسلحة النووية البريطاني.
وتقول تقارير إنه لا توجد خريطة واضحة لأماكن إلقاء هذه الذخائر والمتفجرات والمواد السامة، كما أن الرياح في القناة الشمالية، وهي جزء من البحر الإيرلندي بين اسكتلندا وأيرلندا الشمالية، يمكن أن تثير أعماق البحار الخطرة والمحفوفة بالمخاطر.
إلى جانب ذلك، يجب إنشاء عدد من أبراج الدعم بطول 426 مترا ونقلها إلى الموقع وإسقاطها بعناية وتثبيتها في قاع البحر.
ويدعم الحزب الديمقراطي الاتحادي (الاسكتلندي)، الذي يدعم حكومة جونسون، المقترحات الخاصة بإنشاء جسر يأملون أن يحقق فوائد اقتصادية للبلدين.
وكان جونسون قد هذه الفكرة أول مرة عندما كان يتولى منصب وزير الخارجية في حكومة تيريزا ماي، وتحدث عنها لصحيفة صنداي تايمز في العام الماضي.
وقال جونسون "ما يتعين علينا القيام به هو بناء جسر بين جزرنا. لماذا لا؟ لماذا لا؟ هناك الكثير الذي يمكننا القيام به، وما يحزنني بشأن النهج الحالي تجاه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو أننا في خطر عدم الإيمان بأنفسنا، وعدم الإيمان ببريطانيا".
وسبق لجونسون، العام الماضي، أن أثار احتمال إقامة جسر بين بريطانيا وفرنسا عقب محادثات رفيعة المستوى بين البلدين.
وقال إن "الاتصالات الجيدة" مهمة وأشار إلى أن النفق الحالي الذي يربط بين البلدين، مشيرا إلى أنه يمكن اعتباره "خطوة أولى".