تصاعدت المخاوف من أن تؤدي الأزمات الاقتصادية التي تشهدها دول عدة منذ أشهر، إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي، الأمر الذي انعكس على منتدى دافوس العالمي في سويسرا، وقد تمثل في غياب عدد كبير من الزعماء والقادة.
وتزايدت المخاوف من أن يؤدي تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني، والإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، وفرض رسوم جمركية أميركية على دول عدة، إلى تراجع النمو في الاقتصاد العالمي.
وبينما سجلت الصين أسوأ نمو سنوي لها منذ عقود، أضفت الولايات المتحدة المزيد من عدم اليقين على السوق العالمي، لا سيما في ظل التعريفات الجمركية والإغلاق الحكومي الذي على ما يبدو سيكون طويلا.
وقالت الصين، الاثنين، إن اقتصادها توسع بنسبة 6.6 في المئة العام الماضي، وهو رقم رغم أنه جيد لكثير من البلدان، يمثل أبطأ نمو للصين خلال 28 عاما، وفق ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الثلاثاء.
وفي الوقت نفسه، خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي، حيث سلط الضوء على التراجع الحاد للاقتصاد في أوروبا، وحذر من أن مخاطر حدوث تباطؤ في الاقتصاد العالمي أصبحت تتزايد.
بين عامين
يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي يجتمع كبار المسؤولين التنفيذيين وقادة العالم في مدينة دافوس السويسرية في المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي الذي ينطلق الثلاثاء ويستمر حتى يوم الجمعة المقبل.
وعلى النقيض من التفاؤل الذي أشاعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وغيره من زعماء العالم عن الازدهار العالمي في منتدى العام الماضي، عبر المشاركون هذا العام عن قلقهم من أن الولايات المتحدة تقوض اقتصادها، واقتصاد بقية العالم، عبر حرب تجارية وأطول إغلاق حكومي في تاريخها.
وفي الولايات المتحدة، أثر الإغلاق الحكومي بالفعل على النمو، وفقا لكثير من الاقتصاديين. وتراجعت ثقة المستهلك إلى أدنى مستوى لها في رئاسة ترامب، وفق مسح لآراء المستهلكين أجرته جامعة ميشيغان.
عوامل التراجع
ومن بين العوامل التي قد تضعف الاقتصاد العالمي مستقبلا، إمكانية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون التوصل إلى اتفاق نهائي مع الاتحاد الأوروبي، وارتفاع أسعار الفائدة، وزيادة الديون العالمية.
وقالت كريستين لاغارد، المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي: "بعد عامين من التوسع القوي، ينمو الاقتصاد العالمي بوتيرة أبطأ مما كان متوقعا، والمخاطر تتزايد". وتساءلت: "هل هذا يعني أن الركود العالمي قاب قوسين أو أدنى؟".
المشهد في دافوس يلخص التغييرات في الاقتصاد العالمي، إذ إن ترامب ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وقادة آخروين لن يحضروا المنتدى، الأمر الذي قلل الآمال في توسيع التجارة العالمية.