سجلت الليرة التركية، الأحد، أدنى مستوى لها أمام الدولار منذ عام 2001، في أحدث حلقة من مسلسل انهيار العملة، الذي يعزوه خبراء بشكل رئيسي إلى سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان.
وسجلت العملة التركية 7.24 ليرة للدولار الواحد، نتيجة مخاوف المستثمرين المتعلقة بمحاولة أردوغان التدخل في الشأن الاقتصادي، وتفاقم الأزمة بين أنقرة وواشنطن، وفق ما نقلت رويترز.
ويأتي هذا الانحدار، بعد "انهيار كارثي" للعملة التركية أمام الدولار، الجمعة، إذ فقدت في ذلك اليوم 20 في المئة من قيمتها أمام الدولار.
وهوت الليرة، الجمعة، لتصل إلى 6 مقابل العملة الأميركية، بعد تصريحات للرئيس التركي طلب فيها من مواطنيه دعم العملة الوطنية ببيع الدولار وشراء الليرة، وبتأثير أيضا من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع الرسوم على واردات الألمنيوم والصلب من أنقرة.
وفقدت العملة التركية 70 في المئة من قيمتها منذ بداية العام، رافعة كلفة البضائع بالنسبة للمواطنين الأتراك، كما اهتزت ثقة المستثمرين في البلاد.
ورسمت البيانات الاقتصادية، مسارا قاتما لسعر صرف الليرة التركية أمام الدولار منذ بداية العام 2018، وكانت على النحو التالي:
1.يناير 3.68 ليرة مقابل الدولار.
2.فبراير 3.81 ليرة مقابل الدولار.
3.مارس 3.94 ليرة مقابل الدولار.
4.أبريل 4.05 ليرة مقابل الدولار.
5.مايو 4.49 ليرة مقابل الدولار.
6.يونيو 4.58 ليرة مقابل الدولار.
7.يوليو 4.87 ليرة مقابل الدولار.
وبلغ سعر صرف الليرة التركية أوجه في عام 2006، إذ كان الدولار يساوي 1.42 ليرة، وفي عام 2015، بلغ سعر صرف الدولار أمام العملة التركية 2.92 ليرة.
وبدأت رحلة انحدار الليرة التركية من عام 2016، بعد محاولة الانقلاب، وانتهت السنة بتراجع للعملة أمام الدولار وصل إلى 3.53.
وفي العام 2017، واصلت الليرة انحدارها إذ وصلت إلى 3.81 مقابل الدولار.
ويرد خبراء انهيار الليرة لأسباب عدة، أبرزها أجواء الشك التي تسود الاقتصاد التركي وتقلق المستثمرين، نتيجة الضغوط التي يمارسها أردوغان على البنك المركزي لعدم رفع أسعار الفائدة من أجل الاستمرار في تغذية النمو الاقتصادي.
ويريد أردوغان، الذي يطلق على نفسه "عدو أسعار الفائدة"، خفض تكلفة الائتمان من البنوك لتحفيز الاقتصاد، لكن المستثمرين يخشون أن يشهد الاقتصاد نشاطا محموما وربما يتجه إلى هبوط حاد.
وعززت تعليقات الرئيس حول أسعار الفائدة، وتعيينه لصهره وزيرا للمالية في الآونة الأخيرة، الاعتقاد بأن البنك المركزي غير مستقل،كما قوّضت تصريحاته توقعات المستثمرين بإقدام المركزي على رفع الفائدة.
ومما فاقم تدهور الليرة، المواجهة مع الولايات المتحدة بشأن قس أميركي يحاكم في تركيا بتهم تتعلق بالتجسس والإرهاب، والتي تطورت إلى عقوبات وتراشق بالاتهامات بين الدولتين.