مئات من المشايخ وعلماء الدين الاسلامي حضروا مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي انعقد في اسطنبول على أمل إجراء مراجعات وتقييم لعشر سنوات من عمره تحت رئاسة يوسف القرضاوي، وانتخاب مجلس أمناء جديد وإدارة جديدة، لكن النتيجة جاءت مخيبة للآمال.
فمن جاء الاجتماع يحمل أحلاما بـ"رياح ربيع" تهب على الاتحاد، الذي لم يقدم ما يذكر حتى الآن في مواجهة موجة التطرف الديني والاقتتال الطائفي، عاد بخفي حنين.
الحديث مع بعض الحضور من مشاركين ومراقبين يعكس بشكل واضح الاستياء من انعكاس تصريحات وتصرفات القرضاوي على الاتحاد، ومن هيمنة وسيطرة تنظيم الإخوان المسلمين على مسيرته.
فالبعض جاء معتقدا ومقترحا، بل ومؤمنا بضرورة اختيار رئيس جديد للاتحاد.
وبدت التخريجة جاهزة : "القرضاوي أنهكه الوهن والمرض، ويمكنه أن يكون رئيسا فخريا في منزله".
لكن الأيادي الخفية المتحكمة في آليات عمل الاتحاد في صمت من ناحية وتحاشي أصحاب هذا الرأي ـ على كثرتهم ـ مواجهة القرضاوي بهذا الأمر من ناحية أخرى، أدت إلى إعادة انتخابه بالتزكية لفترة رئاسة جديدة.
وفي مفارقة واضحة كان الاتحاد قد غير نظامه الداخلي موسعا صلاحيات الرئيس، ومن ذلك منحه حق تعيين 15 عضوا في مجلس الأمناء الذي جرى توسيعه من 30 إلى 45 شخص يتم انتخاب 30 منهم.
وكان ذلك على أمل اعطاء الرئيس الجديد صلاحيات أقوى من أجل مواجهة الحرس القديم، لكن مع تزكية القرضاوي جاءت النتيجة عكس التوقعات.
التململ من سيطرة أيادي التنظيمات الإخوانية على الاتحاد مسموع، ولكن بهمس في جلسات خاصة في لوبي فندق جواهر الذي احتضن المؤتمر بأيامه الاربعة.
فالكل يعلم أن ممثلي الاخوان، الذين يشكلون نحو 20 بالمائة فقط من اعضاء الاتحاد، لهم اليد الأقوى والطولى في صناعة القرار، ولولا هذا لما تم ترشيح صفوت حجازي القابع في السجن لهيئة الأمناء وغيره من أسماء اخوانية لم تتمكن من الحضور.
بيان الاجتماع الذي جاء مشابها لسابقيه شدد على رفض التطرف والقتل باسم الدين، لكنه لم يتجنب من جديد التدخل بشكل مباشر في شؤون بعض الدول العربية وإن لم يذكر اسمها علنا.
ويبقى القولن إن البيان كان تأكيدا على جمود نهج الاتحاد وعدم حدوث أي تغييرات، وأن الاتحاد الذي أعلن دعمه لما يسمى بحركات الربيع العربي ليس في وارد أن يسمح لرياح ذلك الربيع أن تمر بالقرب منه .