ينبغي أن تسهم القوات الوطنية لدول المقر لشركات الشحن في ضم وحدات خاصة إلى طواقم كل بواخر هذه الشركات، من باب إحباط أي محاولة للاستيلاء على حمولاتها أو خطف طواقمها الملاحية للمساومة على فديات أو تبادل أسرى من الجماعات دون الدول أو عصابات الجريمة العابرة للحدود. 

كذلك السفن المعتادة على الإبحار ضمن خط ملاحي محدد يمكنها الاستفادة من وجود عناصر حراسة من بلدي الانطلاق والوجهة، بهدف الرصد المشترك للاستخبارات البحرية المساندة للقوات البحرية للبلدين وحلفائهما. وفي الحالات الخاصة مثل سفن الدول أعضاء حلف الناتو أو تكتل بريكس، تتواجد وحدة قوات من عناصر مشتركة من الدول الأعضاء، لتأكيد الالتزام المتبادل والاستفادة من  مسؤولية الرقابة المشتركة والمتبادلة.

إذا تحقق ذلك، فلا عذر ولا تحقيق بشأن أية مواجهات، فكلها عندئذ مصورة ومسجلة بالتصوير عالي الجودة، المعتمد كدليل أمام المجتمع الدولي بمنظماته الملاحية والتجارية والأمنية والحقوقية. وحبذا لو تم تقديم استهداف العتاد قبل القراصنة، من باب إعطاب السلاح قبل حامله، لأن علم النفس القتالي بيّن مرارا عبر التاريخ أن الأسرى إذا تم تحييدهم دون قتلهم حملت أنفس البعض منهم عرفانا لحظيا أو أملا بالعفو والانشقاق، يبوحون معه بمعلومات حرجة وقيمة ميدانيا للتعامل مع قواعد انطلاق الهجمات. 

كذلك من شأن وحدات الحراسة الملاحية التابعة للأحلاف والتكتلات الدولية أن تشكل إحراجا يكبل أو يفضح الدول ذات النفوذ المسيطر على وكلاء القرصنة، فيُقطع الطريق على ازدواجيتها وادعاءاتها، وتُواجه بعملائها عند القبض عليهم، وبتلكّؤ أو خيانة حراسها على متن البواخر عند المواجهات. 

من المفيد أيضا أن تُزود البواخر بمناظير ورادارات قوية ومرتبطة بالأقمار العسكرية، ومعززة بالذكاء الاصطناعي، للتعرف المبكر على الزوارق المقتربة من مسار اعتراضها، ليبدأ التسلسل العملي للتصدي للهجوم، ويبدأ معه التصوير والبث الحي، ولربما نفع إنشاء حسابات للتواصل الاجتماعي تطلعنا جميعا على المواجهات المشوقة، وتحصد أعدادا مهولة من المشاهدات لاستبسال ونجاح وحدات الحراسة الملاحية، تصب الإعلانات المتزامنة مع عرضها في تمويل جهودها الجبارة والحفاظ على قناعة الجميع بجدواها.