حدثت الأمور أعلاه في وقت وقّع فيه نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اتفاقية لتطوير التعاون العسكري، في خطوة مزدوجة الفاعلية يمكنها توفير عتاد احتياطي غير مشروط، وتعزز التقارب الذي بناه تحالف أوبك+ النفطي.

على الصعيد الإقليمي، وإن كان حراك ساسة إيران سيصبح ضمن أدوات السياسة الخارجية الصينو-روسية، إلا أن اتفاق شراكة الربع قرن مع الصين، واحتياج إيران لدعم روسيا في عدة مجالات حيوية، من شأنهما فرض وصاية ضمنية على الحراك العسكري الإقليمي لإيران، إذ ترتبط الصين وروسيا مع دول مجلس التعاون بعلاقات جيدة، من شأنها السيطرة نسبيا على التصعيد الإيراني المعتاد.

لكن الوضع مناسب لتشكيل نقطة اختناق طارئة لتأخير تحول القوات الأميركية إلى مسرح عمليات المحيطين الهندي والهادئ، إن لم تعقد السياسة الأميركية العزم بجدية هذه المرة لترك المنطقة.

أيضا هل ستكفي المصلحة المشتركة ضمن أوبك+ لتشكيل ضغط روسي على إيران يفيد عند هرمز وعلى جبهة الحوثيين؟.

على الصعيد الأوروبي، سيكون من المثير مشاهدة صراع محتمل للكيل بمكيالين في الضرائب، فهل ستصارع ألمانيا مثلا ضغوط سائر الغرب لتكبيل واردات الغاز الروسي بضريبة الكربون الحدودية، مقابل تقليلها على غاز مصر أو إعفائه مؤقتا منها، وكيف سيتفاهم أو يختلف المصدران حينها، وكيف سيحدد احترار المناخ من عدمه مسار احتياجات التدفئة في القارة العجوز وما سيجبرها عليه من مساومات أو تفاهمات؟.

في جانب الطاقة، إلى أي مدى سيتمكن الهيدروجين الأزرق وبعده الأخضر من إطالة عمر النفط كسلعة؟.

قامت دراسات حديثة بشيطنة الهيدروجين الأزرق واتهمته بالتلويث، فماذا بعد؟.

هل يكون مخرج أوبك الاحتياطي قيادة تكتل جديد للهيدروجين لإبقاء النفط حيا إلى حين، ولكن مع التفاهم مع القرار البيئي العالمي على شروط تستديم البدائل ولو مؤقتا في صالح العمليات النفطية المؤدية لإنتاج الهيدروجين الأزرق؟.

إن صدق المطالب والملبي، فعلى الأول أن يثبت عدم استغلاله في تسخير حماية البيئة في الابتزاز، مثلما على الثاني أن يبرز مساعيه في حمايتها بالتزامن مع زيادة جدوى تسخير استخدامات جديدة للنفط، تحمي هذه الثروة من اتهامها المزمن بالتلويث.