تحتفل كوبا، والعديد من الدول الأميركية اللاتينية، ودول أخرى في العالم، الاثنين، بمرور 50 عاما على رحيل الثائر الأرجنتيني الكوبي إرنستو تشي غيفارا، الذي اغتيل في التاسع من أكتوبر عام 1967 في منطقة "لا إيغويرا" في أدغال بوليفيا بأيدي قوات أمنية.
غير أن غيفارا، رغم مرور 5 عقود على رحيله، ترك تاريخا حافلا من النضال، ولا يزال كثيرون في أميركا الجنوبية والعالم يعتبرونه رمزا للثورة، ومصدرا للإلهام.
ففي كوبا يجري تكريمه في مدينة "سانتا كلارا"، التي تبعد 300 كلم شرقي العاصمة هافانا، ودفنت فيها رفات قائد الثورة واثنين من رفاقه.
ويجري الاحتفال في ظل غياب الزعيم الكوبي، رفيق النضال فيدل كاسترو، الذي توفي في نهاية 2016، ويرأس تلك المراسم الشقيق الأصغر لكاسترو، راؤول.
وكان قد تم إعدام غيفارا، الذي كان في التاسعة والثلاثين من العمر، في مثل هذا اليوم من عام 1967، على يد جندي بوليفي هو ماريو تيران، وعند اغتياله خاطبه غيفارا قائلا بجملة صارت مثلا شهيرا هي: "اطلق النار أيها الجبان، فلن تقتل سوى رجلا".
وفي بوليفيا، ستجري الاحتفالات، الاثنين، بحضور أبناء "التشي"، كما كان يطلق عليه، والرئيس البوليفي إيفو موراليس الذي اتهم وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه" هذا الأسبوع "باضطهاد وتعذيب واغتيال" غيفارا خلال الأشهر الـ11 من حركة التمرد التي قادها في بوليفيا.
وتم إلقاء جثة الثائر الأرجنتيني في حفرة في بوليفيا، وعثر عليها قبل 20 عاما قبل إعادتها وسط مراسم تكريم إلى كوبا، حيث نظمت جنازة وطنية له.
مسيرة حافلة
يشار إلى أن غيفارا ولد في 14 يونيو 1928 في روزاريو بالأرجنتين لعائلة ليبرالية من الطبقة الوسطى ذات أصول أيرلندية، وكان مصابا بمرض الربو.
وفي العام 1951، أخذ إجازة من دراسته الجامعية، حيث كان يدرس الطب في جامعة بوينس آيرس، ليقوم بجولة في أميركا اللاتينية مع صديقه ألبرتو غرانادو، ووصف تجربته في كتاب بعنوان "مذكرات دراجة نارية"، وخلال هذه الرحلة، اقتنع غيفارا "أن المساواة الحقة للشعوب تتحقق من خلال الاشتراكية".
وفي العام 1953، تخرج في كلية الطب بجامعة بوينس آيرس وشرع في رحلته الثانية في أميركا اللاتينية ودول أميركا الوسطى، وقادته رحلته إلى غواتيمالا، التي شهد فيها عملية غزو للبلاد وقلب لنظام الحكم على أيدي جماعة تدعمها السي آي إيه، فعمق ذلك شعوره واعتقاده بضرورة المقاومة المسلحة ضد النظم الاستبدادية.
والتقى غيفارا برفيق دربه فيدل كاسترو عام 1955 في المكسيك، وانضم لحركة "26 يوليو" التي يقودها كاسترو من أجل الإطاحة بالدكتاتور الكوبي فولجينسيو باتيستا، وهو ما تم في العام 1959، عندما فر الأخير من البلاد بثروة تقدر حينها بنحو 300 مليون دولار.