اشتدت حدة الحرب الكلامية والتهديدات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية والتصريحات بشأن تدمير الواحدة للأخرى خلال الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي يضع العالم وسط حالة ترقب شديد خشية تطور الأمور إلى الأسوأ.

ولا شك أن التهديدات الأميركية الأخيرة تشكل حالة غريبة قياسا على تصرفات وسلوكيات الإدارة الأميركية السابقة، التي كانت تركز على الحلول غير العسكرية.

وأحدث تصريح هو ذلك الذي أدلى به الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء، وأكد فيه أن الترسانة النووية الأميركية أقوى من أي وقت مضى، ما يعد أحدث تحذير لبيونغيانغ.

وقال ترامب في تغريدة "كان أول أمر أصدرته كرئيس هو تحديث ترسانتنا النووية. إنها اليوم أقوى وأكثر فعالية من أي وقت مضى"، ثم أضاف "نأمل أن لا نضطر يوما إلى استخدام هذه القوة".

وكانت كوريا الشمالية حددت هدفا أميركيا جديدا، بإعلانها الأربعاء أنها تبحث توجيه ضربة لجزيرة غوام الاستراتيجية بصواريخ باليستية متوسطة المدى.

وتقع جزيرة غوام غربي المحيط الهادئ وشمالي أستراليا، وهي أرض أميركية وعاصمتها هاجتنا، وتشتمل على عدة قواعد عسكرية أميركية بحرية وجوية، وتشكل نحو 29 في المئة من مساحة الجزيرة تقريبا.

ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" عن جارتها الشمالية إنها "الآن تبحث بعناية الخطة الحربية لإقامة حزام ناري في المناطق المحيطة بجزيرة غوام، بواسطة صواريخ باليستية استراتيجية متوسطة المدى من طراز هواسونغ 12"، مضيفة أنه سيتم الانتهاء من الخطة،"وستوضع قيد التطبيق بشكل متزامن ومتتابع" عندما يتخذ رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون القرار".

غوام تحت رحمة صواريخ كوريا الشمالية
4+
1 / 8
كوريا الشمالية تهدد الولايات المتحدة
2 / 8
الانتشار الأميركي في شرق آسيا
3 / 8
القواعد الأميركية في كوريا الجنوبية واليابان
4 / 8
القواعد الأميركية في أوكيناوا اليابانية
5 / 8
نطاق صواريخ كوريا الشمالية متوسطة وبعيدة المدى
6 / 8
كوريا الشمالية تستخدم تقنية جديدة
7 / 8
بعض الصواريخ الكورية الشمالية
8 / 8
القواعد الأميركية تحت رحمة صواريخ كوريا الشمالية

 وجاءت تهديدات بيونغيانغ بعد ساعات من "وعيد" ترامب، الذي قال: "سيكون من الأفضل لكوريا الشمالية ألا تطلق مزيدا من التهديدات ضد الولايات المتحدة"، وأكد "أنهم سيواجهون بالنار والغضب بشكل لم يعرفه العالم سابقا".

وكانت كوريا الشمالية أجرت مؤخرا تجربة صاروخية جديدة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز "هواسونغ 14"،عقب أخرى سابقة في الثالث من يوليو الجاري لإطلاق صاروخ باليستي من طراز "هواسونغ 12".

ويعتقد الخبراء أن الصاروخين هواسونغ 12 و14 يعملان وفق قدرات جديدة.

ويبلغ مدى هواسونغ 14، المعروف لدى الغرب أيضا باسم "كاي إن 20"، بين 7000 و9500 كيلومتر، وهو صاروخ من مرحلتين ويعمل بالوقود السائل، لكن غير ذلك لا يعرف الكثير من مواصفاته، باستثناء أنه يمكنه حمل رؤوس نووية.

وشوهد الصاروخ لأول مرة عندما أجريت تجربة إطلاق ناجحة له في الرابع من يوليو الحالي، حيث بلغ أقصى ارتفاع له 28043 كليومترات، بمسار بلغ 930 كيلومترا.

أما هواسونغ 12، الذي أجرت بيونغيانغ تجربة إطلاقه في مايو الماضي فهو صاروخ باليستي متوسط المدى، يتألف من مرحلة واحدة ويعمل بالوقود السائل.