تركت الانتخابات المبكرة في أيرلندا الشمالية النقيضين المتنافسين على الساحة السياسية في سباق مشترك عمليا للمرة الأولى، إذ يواجهان معركة حامية لتشكيل حكومتهما الكاثوليكية-البروتستانتية مرة أخرى في أفق سياسي متزايد الاستقطاب.
كان الفائز في النتائج النهائية التي ظهرت السبت، لشغل مقاعد برلمان أيرلندا الشمالية هو نفس الحزب القومي الذي تسبب في إجراء الانتخابات، وهو حزب "شين فين".
قلص "شين فين"، الصوت الكبير للجانب الكاثوليكي بالفعل، فجوة مقاعده السابقة بالبرلمان، والتي كانت بواقع عشرة مقاعدة، مع رفاقه البروتستانت السابقين في الحكومة إلى مقعد واحد فقط في المجلس المؤلف من تسعين مقعدا.
حصل "شين فين" على 1168 صوتا على مستوى المقاطعة وأصبح الأكثر شعبية للمرة الأولى في هذا الجانب من المملكة المتحدة، والذي طالما سعى قادته إلى جعله عصيا على الحكم من خلال مجزرة الحزب الجمهوري الأيرلندي.
من جانبه، وصفت زعيمة "شين فين" في أيرلندا الشمالية، ميشيل أونيل، النتيجة بـ"يوم عظيم للمساواة".
في سابقة أخرى، لم يحصل الحزب البروتستانتي البريطاني الرائد، "الوحدويون الديمقراطيون"، على ما يكفي من أصوات لاعتراض التشريعات بمفرده، الصلاحية التي طالما استغلها لمنع تمرير تشريع حول حقوق المثليين رغم دعم جميع الأحزاب الأخرى.
لم يكن وضع الجانب البروتستانتي كأغلبية ثابتة في أيرلندا الشمالية على المحك كما هو عليه حاليا.
أخذت نتيجة الانتخابات المبكرة التي أجريت الخميس، والتي دفعها الانسحاب المفاجئ لحزب "شين فين" من الائتلاف الحاكم والذي أدى إلى انهيار حكومة الوحدة، أخذت الأحزاب الأخرى على حين غرة.
حاز "الوحدويون الديمقراطيون" 28 مقعدا، فيما حصل "شين فين" على 27 مقعدا.
تعني الانتماءات السياسية للأحزاب الأصغر أن البرلمان الجديد سوف يضم 40 عضوا وحدويا ملتزمين بالإبقاء على إيرلندا الشمالية ضمن المملكة المتحدة مقابل 39 قوميا يسعون إلى دمج الشمال الذي هيمن عليه البروتستانت مع جمهورية أيرلندا.