لم تكن جريمة مطار فلوريدا الأولى التي يرتكبها جندي أميركي خدم في العراق، وربما لن تكون الأخيرة، في ظل وجود عشرات آلاف الجنود الأميركيين الذين خدموا هناك وأصيبوا بأمراض نفسية من جراء الحرب.

فقد خدم قرابة 2.5 مليون فرد في القوات الأميركية في مناطق القتال في أفغانستان والعراق، وبعد العودة إلى ديارهم، عانى نحو ثلثهم من اضطرابات نفسية، وساءت حالتهم أكثر بكثير مما كان عليه الوضع قبل المشاركة في العمليات القتالية بحسب دراسة أميركية.

وأظهرت الدراسة، التي استندت إلى مسح أجرته صحيفة واشنطن بوست بالتعاون مع مؤسسة كايزر فاملي، أن نحو ثلث الجنود العائدين عانوا من اضطرابات نفسية وأصبحوا أسوأ مما كانوا عليه قبل إرسالهم للخدمة في مناطق القتال.

ونحو نصف هؤلاء الذين شاركوا في المعارك، تلقوا إصابات جسدية، كما أن نصفهم صار أسهل عليهم الانفجار غضبا عند المرور بأي موقف.

وقالت الدراسة إن 12 في المئة من هؤلاء فقط "زعموا أنهم أصبحوا أفضل حالا مما كانوا عليه" قبل الاشتراك في الخدمة في مناطق القتال.

وبحسب الإحصائيات، ففي العام 2016 وحده وقعت 75 ألف حادثة إطلاق نار، نجم عنها مقتل 14 ألف شخص وإصابة قرابة 30 ألفا آخرين.

والجريمة الأخيرة ارتكبها الجندي استبيان سانيتاغو، البالغ من العمر 26 عاما، عندما أطلق النار على المسافرين في مطار فورت لودرديل بولاية فلوريدا جنوب شرقي الولايات المتحدة الجمعة الأمر الذي أدى إلى مقتل 5 على الأقل وإصابة العشرات بجروح.

وخدم الجندي لمدة عام في الجيش الأميركي بالعراق عام 2010، ومر هذا العام عصيبا عليه وفق ما ذكرت عائلته خاصة عندما شهد انفجار عبوة ناسفة أمام اثنين من أصدقائه، وأكدت أنه كان يعاني من مشكلات نفسية ادخل على أثرها إلى المستشفى.

الجنود الأميركيون ولعنة حرب العراق
1 / 4
الجنود الأميركيون العائدون ينقلون المعركة للداخل الأميركي
2 / 4
أكثر العمليات دموية في أميركا
3 / 4
أكبر عمليات القتل في أميركا
4 / 4
الجنود الأميركيون العائدون ينقلون المعركة للداخل الأميركي

وتمثل الأمراض النفسية القاسم المشترك للجنود الأميركيين الذين عادوا من الحرب إلى بلادهم، ليتركبوا جرائم قتل جماعي، ومن أبرزها:

في 2 إبريل 2014: قتل الجندي إيفان لوبيز 3 أشخاص في قاعدة فورت هوت العسكرية وجرح 16 آخرين قبل أن ينتحر، وقالت الشرطة العسكرية حينها إن الجندي المنتحر كان يعاني من مشكلات عقلية مثل القلق واضطراب في النوم.

في 2 يونيو 2012: قتل الجندي ريكي إيلدر ضابطا كبيرا وأصاب آخر قبل أن ينتحر في قاعدة بولاية نورث كارولينا، ومثل سابقه كان يعاني من اضطرابات عصبية.

في 1 يناير 2012: فتح بنيامين بارنز النار على مشاركين في حفلة رأس السنة بمدينة سيتاتل بولاية واشنطن، فأصاب 4 قبل أن يهرب إلى حديقة مجاورة حيث قتل شرطية هناك قبل أن يلقى مصرعه، وأكدت تقارير أنه كان يعاني من اضطرابات نفسية.

في 5 نوفمبر 2009: شهدت القاعدة فورت هود حادثة دموية عندما قتل الطبيب العسكري الأميركي نضال حسن 13 من زملائه العسكريين وأصاب 30 آخرين، وحكم عليه بالإعدام.

في يونيو 2009: قتل جندي ضابطا وأصاب آخرين في قاعدة بولاية آركنساس، وحكم على الجندي الذي خدم بالعراق بالسجن المؤبد.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها عام 2008 أن 121 جريمة قتل وقعت في الولايات المتحدة كان مرتكبوها جنودا سابقين شاركوا في الحرب على العراق وأفغانستان، ووجدت الصحيفة أن معظم ضحايا هذه الجرائم كن زوجات و/أو صديقات الجنود أو أقاربهم.

وأظهرت تقارير نشرت لاحقا استمرار تلك الجرائم وإن بوتيرة أقل.

أما أكثر عمليات القتل الدموية في العام 2016 فهي مقتل 4 رجال شرطة وإصابة 7 في هجوم مسلح في هيوستن يوم 7 يوليو 2016، وفي 12 يونيو، قتل 50 شخصا في ناد ليلي بأورلاندو.