شهدت مدينتا موسكو وسان بطرسبورغ الاثنين مظاهرات احتجاجا على فوز فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية الروسية، اعتقل على إثرها مائتا معارض على الأقل حسب موفد سكاي نيوز عربية.

ففي موسكو، اعتقل مائة متظاهر بينهم المدوّن المعارض للفساد ألكسي نافالني، وزعيم جبهة اليسار سيرغي أودالتسوف، والمناضلة من أجل حماية البيئة أفغينيا تشيريكوفا، وقائد حركة تضامن اليا ياشين، إثر تظاهرة مرخصة في ساحة بوشكين.

وأعلن لاحقا الإفراج عن عدد من هؤلاء بينهم نافالني وأودالتسوف.             

وكان هؤلاء بين ألفي شخص رفضوا مغادرة الساحة مع انتهاء التجمع الذي ضم 20 ألف شخص وفق المعارضة و14 الف وفق الشرطة.

يأتي ذلك فيما اعتقل مائة معارض آخرين خلال تظاهرة في سان بطرسبورغ ثاني مدن روسيا وفق مراسلة فرانس برس.

وحاول نحو 1500 معارض يهتفون "العار لبوتين" التجمع في وسط سان بطرسبورغ حيث سجل انتشار كثيف للشرطة لتفريق هذه التظاهرة غير المرخص لها.

وسجلت تظاهرة ثالثة هي الأكبر في ساحة بوشكين في وسط موسكو، علما أن المعارضة حصلت على أذن بتنظيمها.

وتحدثت الشرطة عن 14 ألف متظاهر، في حين أكد المنظمون حشدهم عشرين ألف شخص.

وطالب الائتلاف المعارض المنبثق عن الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة التي تشكلت خلال الأشهر الثلاثة الاخيرة، خلال هذه  التظاهرة بإلغاء الانتخابات.

وقال أحد قادة حركة المعارضة فلاديمير ريجكوف، وهو يتلو أمام المتظاهرين قرارا للجنة تنظيم التظاهرة "نطالب بوضع حد للقمع السياسي، والتحقيق في عمليات التزوير الكثيفة، والاصلاح السياسي، وانتخابات تشريعية ورئاسية جديدة".

وأضاف: "هذه الانتخابات مهزلة، السلطة غير شرعية"، مضيفا: "سنواصل تحركنا السياسي طالما لم تنفذ مطالبنا".

وتساءل ألكسي نافالني المعروف بمواقفه القومية "من السلطة؟ نحن السلطة".

وأضاف "سننزل إلى شوارع موسكو وساحاتها، لن نغادر"، داعيا إلى "العصيان المدني".

وهتف المتظاهرون "روسيا من دون بوتين".

في المقابل، ضمت تظاهرة مؤيدة لبوتين قرب الكرملين 15 ألف شخص بحسب الشرطة.

وكانت اللجنة الانتخابية المركزية للانتخابات أعلنت في وقت سابق حصول بوتين على نحو 63.9% من الأصوات بعد فرز 98.47% من مراكز الاقتراع.

وحل المرشح الشيوعي غينادي زيوغانوف في المركز الثاني بحصوله على 17.18% من الأصوات بحسب النتائج نفسها، فيما حصل الملياردير الليبرالي ميخائيل بروخوروف على 7.7 %، والمرشح الشعبوي فلاديمير جيرينوفسكي على 6.24%، فيما حل الوسطي سيرغي ميرونوف في المرتبة الأخيرة بـ 3,84%.

وبلغت نسبة المشاركة 64%.

وانتقدت بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا سير الانتخابات.

 وقالت المنظمة في بيان إن "العملية تراجعت عند احتساب الأصوات وجرت بشكل سلبي بسبب مخالفات اجرائية".

وتابعت أن: "الحملة الانتخابية سخرت بشكل واضح لمصلحة أحد المرشحين".

وقالت: "جرت عمليات حشو صناديق اقتراع، ففي 27 مركزا لاحتساب الأصوات تمت مراقبتها (من أصل 98) لم تعرض بطاقات التصويت على كل الحاضرين ولم تحتسب واحدة تلو الأخرى بشكل شفاف".

ولم ترد السلطات الروسية على ما أعلنته المنظمة، لكن العضو في اللجنة الانتخابية تاتيانا فورونوفا نددت وفق وكالة إنترفاكس بمقاربة "مسيسة" و"غير ملائمة" للوضع في روسيا.

من جانبها دعت الولايات المتحدة موسكو إلى إجراء تحقيق "مستقل" حول مزاعم حدوث انتهاكات شابت الانتخابات الرئاسية.