تطرق الجزء الأول من الساعة الثانية من غرفة الأخبار إلى تعدد الرؤى بعد هجمات باريس، وكذلك تعدد رسائل الخطاب الديني للمؤسسات الإسلامية في المنطقة والغرب، الأمر الذي ينذر بفشل إيصال الرسائل إلى المجتمعات الغربية قبل حكوماتها.

في هذا الإطار قال الأمين العام للمجمع الفقهي الأوروبي طارق أبو نور لـ"سكاي نيوز عربية" إنه لا يمكن إلقاء اللوم على الآخر، ولا بد من أن نلوم أنفسنا على الهجمات والاعتداءات التي تقوم بها فئة ذات فكر ضال تعبث بالدين وتروج للكراهية وإقصاء الآخر.

وأضاف أن على كل المسلمين تحمل المسؤولية في الهجمات التي تستهدف المجتمعات الغربية، مشيرا إلى أن الاستنكار والإدانة أمران يجيدهما الجميع وهما سهلان، لكنه أوضح أن هذا الأمر غير كاف.

وأضاف أبو نور أن المشكلة في الدول الغربية عموما وفرنسا على وجه الخصوص أنه لا يوجد تنظيم لشؤون المسلمين كما هو الحال في الدول العربية والإسلامية، التي يوجد فيها وزارة أوقاف أو شؤون دينية.

واعتبر أن ما يحدث في دول مثل فرنسا، استغلال بشع للحريات، متمثل بوجود نوع من التسيب في الفتوى في فرنسا بالإضافة إلى تعدد الخطابات.

وأوضح أن "هناك حريات لا حدود لها، وكل من هب ودب ينشئ مركزا يطلق عليه اسم مسجد، ثم يتكلم بما لا يعلم.. ويجدون في شباب فرنسا لقمة سائغة، وآذانا صاغية من جانبهم"، مشيرا إلى أن هؤلاء الشباب الذين يتجهون إلى تلك المساجد غير الخاضعة للرقابة من أي جهة "غير محصنين" كما هو حال الشباب في الدول الأم.

من ناحيته قال أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم محمد نبيل غنايم إن جميع الدول العربية تعاني من الإرهاب الذي تعاني منه الدول الغربية، ومع ذلك فهي ضد ما حدث في فرنسا وفي أي مكان في العالم، وضد تنظيم داعش.

وقال إن تنظيم داعش عبارة عن صناعة أجنبية، وارتدت أفعالها على البلاد التي أوجدتها.

وأوضح أن الأزهر لا يمكنه أن يصحح ما يحدث في فرنسا، واعتبر أن تلك مهمة القائمين على المساجد والمراكز الدينية في تلك الدولة، مشيرا أيضا إلى أن للأهل دور في تصحيح الأفكار.

وكان الأزهر الشريف قد استنكر دعوة أطلقها رئيس بلدية فينليس، جنوب شرقي فرنسا، روبير شاردون لإدراج مادة في الدستور الفرنسي، تحظر الإسلام في البلاد، وأكد، في بيان رسمي، الأربعاء، رفضه التام لما وصفه بـ"الدعوات العنصرية التي تدعو لكراهية الدين الإسلامي، ومعتنقيه من المواطنين والمقيمين في فرنسا".

وحذر الأزهر من أنها تثير التوترات في المجتمعات الغربية، وخلق حالة من العداء بين أتباع الديانات السماوية، مما يؤثر على التعايش بين أبناء المجتمع الواحد، بحسب البيان.

من جهتها، أعلنت دار الإفتاء المصرية، الأربعاء، مبادرة عالمية للتصدي للإسلاموفوبيا، من خلال شرح تعاليم الإسلام الصحيحة في الدول الغربية.

وقال مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي عبد الكريم، في مؤتمر صحفي أقيم لهذه المناسبة، إن المبادرة ترتكز على إبراز الحقائق حول الإسلام بعدد من اللغات المختلفة منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية من أجل الوصول لأكبر شريحة ممكنة.

وأوضح أن هذه المبادرة ستسهم أيضا في فضح البنية الأيديولوجية لجماعات التكفير.