مع كل موجة عنف جديدة تضرب فرنسا، وتحمل في طياتها بصمات متشددين، تتصاعد مخاوف المسلمين من نظرات الشك المرفقة باتهامات ظاهرة أو مبطنة لهم، التي تنتهي أحيانا بجرائم كراهية موجهة ضدهم أو عمليات اضطهاد.

وبعد الهجمات الدامية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة، على يد متشددين، وأودت بحياة 129 شخصا، بدأت ملامح الحركات المعادية للمسلمين تتكشف، من خلال كتابة شعارات على جدران المساجد وتوجيه الإهانات للنساء المحجبات، ورفع لافتات تربط الإسلام بالإرهاب.

كما أعلن مسؤولون فرنسيون أنه تقرر إغلاق أي مسجد "يثبت إيواءه إرهابيين أو متطرفين، أو ضلوع المشرفين من عاملين فيه وأئمة في بث خطاب الكراهية".

وفي ظل هذه الأحداث، طالب رجال دين وأئمة، المحجبات بالتزام المنازل في هذه الفترة، ودعوا مسلمي فرنسا لضبط النفس.

وقال رئيس الفدرالية العامة لمسلمي فرنسا، محمد بشاري، لـسكاي نيوز عربية: "إن المسلمين بفرنسا وأوروبا هم أول ضحايا الإرهاب، خاصة بعد هجوم شارلي إبدو الذي وقع في باريس في يناير الماضي، إذ ارتفعت نسبة الإسلاموفوبيا إلى 500% وفقا لوزارة الداخلية الفرنسية".

وتابع: "نعلم أن الحكومة الفرنسية تعي تماما أنه لا دخل للمسلمين بمثل هذه الهجمات، وهو ما كان جليا في خطاب الرئيس فرانسوا هولاند، لكن ما نخشاه الآن هو استغلال اليمين المتطرف لهذه الأحداث، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات في ديسمبر المقبل".

وأعرب بشاري أيضا عن خوفه من "تطرف" اليمين المحافظ في البلاد، بالتزامن مع الانتخابات، مشيرا إلى أن خطاب السياسي المخضرم آلان جوبيه شهد تحولا في موقفه المعتدل، خاصة بعد أن طالب بأن تكون خطبة الجمعة باللغة الفرنسية.

وعن الخطوات اللازمة لحماية مسلمي فرنسا وأوروبا، قال رئيس الفدرالية العامة لمسلمي فرنسا: "نطالب بحماية دور العبادة، وأن يكون هناك نقاش عميق يتناول الأحداث الجارية، بالإضافة إلى ضرورة التحلي بضبط النفس".

وأضاف: "ندعو أئمة أوروبا لليقظة وتوحيد خطبة يوم الجمعة المقبل حول قدسية الحياة والتعامل الإسلامي الأمثل مع المكونات الدينية الأخرى".

كما شدد بشاري على ضرورة مواجهة المتشددين بشكل حازم، وإغلاق المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية التي تدعو للتطرف.