أرسلت السلطات الصينية أكثر من 200 خبير نووي وكيميائي من الجيش الصيني إلى مدينة تيانغين الساحلية، بعد انفجارين هائلين، قتلا 50 شخصا على الأقل، الأربعاء.

كما ذهب فريق من مركز الاستجابة للطوارئ البيئية في بكين، التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى المنطقة.

وقد وقع انفجاران كبيران في مخزن للمواد الكيميائية السامة في ميناء بمنطقة تيانغين الصناعية، حيث رصدتهما الأقمار الصناعية.

وأصيب نحو 700 شخصا من جراء الانفجارات، أكثر من 70 منهم في حالة خطيرة.

وقال مسؤول للصحفيين، الجمعة، إن السبب الدقيق للانفجارين غير معروف بعد، فيما طالب الرئيس الصيني، شي جين بينغ، المسؤولين بـ"التعامل بشدة" مع ما حدث.

وأفاد شهود عيان بأن الانفجارين أسفرا عن تطاير حاويات للشحن وكأنها أعواد ثقاب، وإضرام النيران في مئات من السيارات الجديدة، كما أن مباني الميناء أصبحت مثل القذائف المحترقة.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية "شينخوا" أنه تم نقل الآلاف من السكان إلى مدارس قريبة، بعد تضرر المنازل والمباني السكنية من جراء الانفجارين.

وأضافت شينخوا أن حوالي 1000من رجال الإطفاء وأكثر من 140 سيارة مطافىء كافحوا لاحتواء الحريق في مخزن "البضائع السامة".

وأدى الانفجاران إلى مقتل 50 شخصا، بينهم مالا يقل عن 10 رجال إطفاء. وقالت "شينخوا" إن 18 أصبحوا في عداد المفقودين، بينما تم نقل 66 آخرين إلى المستشفى.

من جهة أخرى، ذكر تلفزيون الصين المركزي (CCTV) إن الانفجار الأول، الذي يعادل ثلاثة أطنان من مادة تي إن تي، وقع حوالي الساعة 11:30 بالتوقيت المحلي، مساء الأربعاء.

وأضاف (CCTV) أن الانفجار أسفر عن كتل نارية ضخمة في الهواء تمت رؤيتها على بعد أميال.

فيما وقع الانفجار الثاني، الذي يعادل 21 طنا من مادة تي إن تي، بعد حوالي 30 ثانية من الانفجار الأول.

وقالت السلطات إن موقع الانفجارين كان في مخزن تملكه شركة "رويهاي" اللوجستية التي تقول إنها تخزن المواد الخطرة القابلة للاشتعال، بما في ذلك البتروكيماويات، وسيانيد الصوديوم، والتولوين الدي إيزوسيانات.

وأوردت وسائل إعلام حكومية خبرا يفيد باعتقال السلطات لموظف كبير بالشركة.

وجاء في تقييم نشره مفتشو البيئة، عام 2014، إن المخزن مصمم لتخزين المواد الكيماوية الخطرة والسامة. وكان يحتوي في الأساس على نترات الأمونيوم ونترات البوتاسيوم وكربيد الكالسيوم وقت وقوع الانفجارين.

وأوضح خبراء السلامة الكيميائية إن كربيد الكالسيوم يتفاعل مع الماء ثم ينتج عن التفاعل الأسيتيلين، وهو غاز شديد الانفجار.

وصرح نائب رئيس قسم الدعاية في دائرة الإطفاء في الصين، ليو جيندي، لموقع إخباري، إن المجموعة الأولى من رجال الإطفاء استخدموا المياه.

وقال: "نحن كنا على علم باحتواء المخزن على كربيد الكالسيوم، لكن لم نكن نعرف ما إذا كان انفجر بالفعل".

وأضاف "لم يكن خطأ رجال الإطفاء"، مشيرا إلى أن المخزن كبير، ورجال المطافئ لم يكونوا على دراية بأماكن كربيد الكالسيوم.