إذا كانت الصراعات المسلحة والحروب تمثل أحد الجوانب المظلمة من التاريخ البشري، فإن استهداف المدارس والمؤسسات التعليمية خلال النزاعات يعد المشهد الأكثر قتامة في تلك الأوقات العصيبة.
وخلال العقود الأخيرة برز عدد من المجازر كانت المدارس والجامعات مسرحا لها، لتنزف على مقاعد الدراسة دماء المئات من الطلاب الأبرياء.
مدرسة بيشاور
وتأتي المجزرة المروعة التي نفذتها حركة طالبان باكستان، الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014، على مدرسة الجيش العامة في مدينة بيشاور لتعتلى القائمة.
فخلال الهجوم، الذي استمر لثمان ساعات متواصلة،واستخدم خلاله المهاجمون الأسلحة الرشاشة، قتل أكثر من 140 طالبا، وعدد من المعلمين أثناء تأدية الامتحانات.
الفاخورة.. ذات المذبحتين
وتمثل مدرسة الفاخورة في بيت حانون، التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين في غزة، شاهدا متجددا على استهداف المنشآت التعليمية خلال الحروب، ففي 8 يناير عام 2009، قتل 43 مدنيا، أكثرهم من الأطفال والنساء، في قصف إسرائيلي خلال ما عرف بعملية "الرصاص المصبوب".
وعادت المدرسة لتكون مسرحا لاستهداف مباشر من الطائرات الإسرائيلية في يوليو 2014، خلال عملية "الجرف الصامد"، ما أدى إلى مقتل 15 شخصا كانوا لاجئين بالمدرسة، معظمهم من الأطفال.
وبالنسبة لغزة، فإن عددا كبيرا من المدارس تعرض لقصف إسرائيلي مباشر خلال الحربين الأخيرتين، مما أوقع عشرات القتلى بين الأطفال.
مجزرة بحر البقر
في 8 أبريل عام 1970، قصفت طائرات إسرائيلية مدرسة بحر البقر الابتدائية في محافظة الشرقية شمالي مصر، مما أدى إلى مقتل 30 طفلا وإصابة 50 آخرين.
مجزرة مدرسة سيربرينتسا
في 12 أبريل عام 1993، أبلغت قوات صرب البوسنة ممثلي منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنها ستهاجم سيربرينيتسا خلال يومين إذا لم يستسلم البوسنيون، لكنها شنت الهجوم في اليوم ذاته، مستهدفة مدرسة للتعليم الابتدائي، لتقتل 62 طفلا وتجرح 152 آخرين.
مجزرة باث
في أبشع مجرزة داخل مدرسة في الولايات المتحدة، قام أندرو كوهي عضو مجلس الإدارة السابق في مدرسة باث تونشيب ميشيغان في 18 مايو عام 1927، بتفجير 3 قنابل داخل المدرسة، ليقتل 45 شخصا ويصيب 58 آخرين.
وانتحر الجاني، الذي قتل زوجته قبل التوجه إلى المدرسة لتنفيذ جريمته، بتأثير الغضب من من ارتفاع الضرائب وخسارته في الانتخابات البلدية.
مجزرة جامعة فرجينيا
قام الطالب الكوري الجنوبي شو سونغ-هوي بالهجوم على أحد قاعات الدرس بجامعة فيرجينيا للتكنولوجيا في 16 أبريل 2007، ليقتل 32 شخصاً قبل أن يقدم على الانتحار.
مجزرة بيسلان
قامت مجموعة شيشانية مسلحة باحتجاز 1100 شخص رهينة داخل مدرسة ببلدة بيسلان الروسية ، في مطلع سبتمبر عام 2004. وعقب 48 ساعة، قامت القوات الروسية باقتحام المدرسة باستخدام الدبابات والأسلحة الثقيلة. وأسفر الاقتحام عن مقتل 320 رهينة، بينهم 186 طفلا، وذلك في واقعة لم تجلب التنديد فقط للمهاجمين بل أيضا لطريقة القوات الروسية في تحرير الرهائن.