صب رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، جام غضبه على الصحفيين في خطابه أمام البرلمان، الثلاثاء الماضي، وطالب بطريقة غير مباشرة بفصل صحفيين اثنين من مكان عملهما بسبب انتقادهما رد فعل الحكومة بشأن كارثة منجم سوما.
هذا الهجوم، الذي سبقته هجمات أخرى على الصحافة التركية، شهد استخدام كلمات عدها البعض "غير مسبوقة"، إذ وصف أردوغان أحد الصحفيين بأنه "أسفل السافلين".
وأثارت طريقة الكلام، ومستوى اللغة التي استعملها أردوغان، حفيظة صحفيين لا يؤيدون انتقادات الصحافة المستقلة للحكومة، إلا أنهم يتوقعون أن يكون رئيس الوزراء "بمستوى أرقى" في التعامل مع خصومه.
فؤاد كوزلكلو، أحد مذيعي الأخبار والبرامج الحوارية على قناة "تي جي ار تي" الموالية للحكومة، يقول إنه كان في الماضي يدعم الحكومة، لكنه الآن "جزء من مخيم ثالث يندهش من تصرفات وعجرفة رئيسها".
وقارن كوزلكلو بين رد فعل رئيس حكومة كوريا الجنوبية، حين بكى وهو يعرب عن أسفه لأهالي ضحايا حادث غرق العبارة، وبين رد فعل أردوغان، وسلوك أحد مستشاريه، وهو يركل أحد المتظاهرين ضد رئيس الوزراء.
ورغم أن شعبية رئيس الوزراء ما زالت مرتفعة في تركيا، إذ يظهر فوز حزبه في الانتخابات البلدية قبل شهرين ذلك الأمر، لكن رئيس تحرير صحيفة "توديز زمان" المستقلة، بولانت كينيش، يقول: "يوم بعد يوم يخسر (أردوغان) شعبيته، ويحاول السيطرة على الصحافة التي تستهدف قاعدته الشعبية.. ويحتاج ما تبقى من صحافة تعارضه كي يقول إنه مستهدف من قبلها.. ويدعو مؤيديه إلى مقاطعتها".
وخلال الأشهر الماضية كشف صحفيون أنهم باتوا من دون عمل بسبب مواقفهم السياسية وآرائهم المعادية لأردوغان، إلا أن الأمر بلغ هذه المرة حد تهديد أشخاص لمراسل صحيفة "دير شبيغل" الألمانية بالقتل، ما اضطره إلى التواري عن الأنظار لمدة لم يحددها.
ويتوقع كثيرون أن يستمر التضييق على الصحافة المستقلة، خصوصا مع نية رئيس الحكومة ترشيح نفسه في أول انتخابات رئاسية شعبية تشهدها البلاد في أغسطس المقبل.